الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

زمن المستحيل


زمننا هو زمن المستحيل .. والأماني الغير ممكنة والأفكار المتصدئة .. والكلمات المختبئة في ادراج المغمورين ..
زمن الابطال المسحوقين ... والاميرات المكممات ..
زمن الجيــاد المروّضة بسياط السيرك .. والخناجر المصلوبة على حائط النسيان .. والضفائر المذبوحة بمقص المستحيل ...
انه زمن المستحيل ..

فـاليوم .. مستحيل ان تسمع بقادة كغاندي وجيفارا، او امراء كهاملت ، او اشقيــاء كعلاء الدين وعلي الزيبق وروبن هود، او عشاق كمجنون ليلى او روميو وجولييت،امثالهم اليوم مجرد حمقى او متهورين ، وربما يرتقون الى سلم المجانيــن او يتهمون بالانحلال او قد يبيتون في نظر المجتمع مجرد خارجين عن القانون ..
فعفواً ايّـها المجتمع عفواً ، إن اقلقنا غفوتك الطويلة أيـها الغول العملاق 

عفواً إن اوقدنا شمعة الضمير الخافتة تلك ، صدقني نحن لم نكن نقصد الاساءة ، لكنك في غفوتك الطويلة هذه صرت تهذي بصوتٍ عالٍٍٍٍ ..صرت تجحد بالابطال والثوار الحقيقين ..صرت تردد الافتراءات والاكاذيب ...فحاولنا ان نوقظك .. ولم نكن نعلم ايها المجتمع ان صحوك كنومك ظلامٌ وهذيان..
11/10/2010

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مقالة .. في مديح الاصدقاء الافتراضيين


هنا حيث كانت تقيم ولاتحيا ،هنا ..لا يمكن لامرأة ان تسمي احدهم صديقاً (أنها تدل على غير ماعليها ان تدل ، وهذا امر سئ حقاً)

ولكنها ذات يوم تجاوزت ذاك الامر وصرحت لزميلاتها وزملائها بالعمل ان لها اصدقاءاً بالنت ، للوهلة الاولى ، اصابتهم صدمة (لا لأن زميلتهم الهادئة الخجولة  لها عدة اصدقاءاً فحسب ،بل لأنها تصرّح بذلك ايضاً)..

رغم علامات التعجب التي ملأت وجوههم ،ظلّوا يستمعون لها علــّهم يفهمون مقصدها ، بينما كانت تسترسل في حديثها عنكم ..

قالت

:_ان الصداقة اسمى مما تتوقعونه ..وارقى مماتفكرون به..خاصةً حينما تكون وسيلة للتواصل مع مجتمع متنوع ، يمنحنا فرصةً للاختلاط بأطياف أخرى من البشر.
(ومع ان كلمة اختلاط تصنف كجريمة كبرى في هذا المجتمع الا ان المستمعين تجاوزوها تحت وقع لهفتهم لسماع باقي الحديث..)
عندها ازداد بريق عينيها وأستكملت حديثها بتباهي :_
كنت احيـــا بينهم ..

في وطن لايمكن ان اعيش فيه لكنني انتمي له ، ألستُ من عشاق فيروز والجواهري والماغوط ومحمود درويش ؟
ألستُ من المحكومين بالامــل ، المؤمنين بالوعــي ، الحالمين بالحــرية ،اللاجئين للكتب ، ألست من المنتمين لوجع المضطهدين وترف الفلاسفة ؟
ألا تمتزج دقات قلبي بأنين المواويل وأنغام الموشحات ، الا تسمو روحي مع موسيقى بحيرة البجع والكلاسيكيات ، ووقع الشجن في العتابا والابوذيات ؟

الست من المؤمنين بالاخر شرطاً لوجودي ، اؤمن بتسؤلات الملحدين اثباتاً ليقين المؤمنين ، اؤمن بأحقية الاخرين بالتعبيرعن اراءهم وانتماءاتهم دون ان نمارس دوراً في قمعهم او عزلهم او تشويه ما يحبون او مساومتهم على مايملكون..

كانوا اصدقائي..
مختلفي المنابع، فبينهم العربي ، الفينيقي والسرياني ، التركماني والشركسي، بينهم المسلم والمسيحي، السنــّي والشيعي، العلوي والدرزي ، بينهم الاممي والقومي ، الاسلامي والعلماني ، بينهم المتدين واللاديني ..

غير ان اجتماعهم ، كان حلماً سماويــاً متسع الافق ، استمتعت به حينما كنت أتدثر بشعاراتهم .. وأتنعم بأذواقهم .. واغتني بحواراتهم ، خاصةً تلك التي تشحذ العقل.. وتحدّ الكلمات ..

كانوا اصدقائي..
وكان حلمي وطناً  فقدته على غفلة، فهل الاستيقاظ من الحلم يحكم على الذكريات بالموت.

لا أحسبه كذلك ، رغم ان الحلم تهشم الى شظايــا تأبى ان تجتمع مجددا، لكن الماسة حين تتهشم ..تصير شظاياها ماساتٍ جديدة..

هذه كانت تجربتي التي وددت ان تعرفون عنها .. واولئك هم اصدقائي في منتدى أخوية الذين احب ان اتذكرهم دائماً...

الجمعة 15/10 /2010