الأحد، 26 أغسطس 2012

3 AHLAM KABIRA fanfic


ما يــــّهم
تنويه:_ أحلام كبيرة مسلسل .. قصة وسيناريو وحوار : أمل حنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ أن دخلت وفاء في شهرها الثامن لم يعد بإمكانها أن تتابع العمل في صفحة التحقيقات ، لذا أوكل لها رئيس تحرير المجلة عموداً ثابتاً .. استغرقت هذه المرة وقتاً في كتابته واضطرت لتتأخر في المساء وهي تنقل المقالة من المسودة إلى ورقة جديدة ..وضعتها في ظرف وتركتها على المنضدة القريبة من باب الشقة لتتذكر إعطاءها لعمر في الصباح.
أطفأت مصابيح الشقة .. واتجهت نحو غرفة النوم .. أسرعت في خطاها لتتعرف على مصدر الصوت الغريب الذي سمعته .. كأنه صوت زوجها .. يصرخ ..
لم يكن مستيقظاً من منامه حين وصلت .. كان يتعرق بشدة .. ويئن بصوت عال.. أخذت تهزّ كتفه حتى استيقظ .. فتح عينيه .. أول ما أبصرته عيناه ..هي جالسةٌ إلى جانبه.. طوقها بذراعيه.. ضمها إلى صدره بقوة .. وبكى بنشيج طفل صغير ..
_عمر .. عمر .. ما الأمر..؟!
_احبك وفاء .. احبك . .
_ وأنا أيضاً احبك .. ،عمر أرجوك توقف ..لا أتحمل رؤياك باكياً..
قاطعها:_ لا تتركيني ..
أفلتت نفسها من ذراعيه بهدوء وهتفت :_توقف عن هذا الهراء .. ،ثم استدركت :_ حاول ان تسترخي .. وسآتيك بقدح ماء ..
ما بين الخطوة التي ترفعها والخطوة التي تضعها .. كانت تحاول أن تخفي رغبتها في معرفة السبب الذي دفعه ليقول لها ما قال .. سكبت الماء البارد في القدح .. وعند منتصفه تقريباً توقفت وأكملت ملأه ماءاً فاتراً وهي تمتم: _هكذا يحبه عمر .. ، أحست به يقف خلفها .. احتضنها .. انحنى ليشم عنقها ويطبع عليه قبلة .. ثم امسك بيديها وسار بها بهدوء ليجلسها على كرسي قريب..
اخذ قدح الماء الذي أعدته .. شربه جرعةً واحدةً سريعة .. واتجه نحو كرسي مجاور وجلس قربها .. أحنى رأسه مستذكراً ..
أحسستُ باختناق شديد والظلام يحيط بي .. وصوت يهمس بهدوء وسخرية في أذني .. (لن تموت الآن .. لا زال طريق عذابك طويل ) .. ثم اسمع صوت قطة تموء .. تموء .. حاولت أن استيقظ لكنني عجزت.. حتى أيقظتني .. انه ذات الكابوس .. منذ الطفولة وأنا أراه .. وكلما رأيته يحدث أمر سيء ..
استغرب صمتها .. رفع رأسه ليعرف ردة فعلها .. لكنها لم تكن هناك .. الكرسي فارغ لان وفاء رحلت ..
*****
لم يحلّق  في أحلامه الكبيرة .. بل عاد إلى البيت القديم .. وكأنه لم يغادره يوما" .. وجد أمه تنتظره في الباحة .. وسلمى تحمل الوليدة بين ذراعيها .. اقتربتا منه .. ونظرة الإشفاق تعلو وجهيهما ..
لأول مرة يتذوق الاهتمام .. لأول مرة يشعر انه محط رعاية .. فهل عليه أن يسعد .. أن يستلذ بأمه وهي تمنحه قبلاتها مغمسة" بحنو لم يعرفه  .. تخلى عن مستقبله .. تحمل الشقاء .. وبذل كل ما في وسعه لكنه لم يحظى بما يحظى به الآن .. فهل تغمره نشوة الانتصار.. 
لازالت كلماتها تتردد في مسمعه ..(أحب صغيركم حتى يكبر .. ) وهو كان دوما" الكبير ..(أحب ضعيفكم حتى يقوى  .. ) وهو كان دوما" متماسكا" يشابه الأقوياء .. (حب مريضكم حتى يشفى..) وهو كان يخجل من التأوه .. او الصراخ حتى حين لسعت العصا قدميه خطى على جمرها وادعى انه لا يتألم .. حتى حين غرس المدية في ساقه .. كان يمضي في مسيرته العرجاء وكأن كل شئ تمام ..
كل شئ تمام .. كاد أن يقولها لهم الآن لكن .. أثقل الأسى لسانه .. ومظهره الأشعث يبدي عليه ما يحاول أن يخفيه .. عيناه المحمرتان ..والانتفاخ تحتهما يسمح للجميع بتصور ساعات البكاء التي أمضاها في وحدته ..
كل شئ تمام ..كاد أن يقولها لهم مرة" أخرى لولا ان .. سبقته سلمى (ابنتك تنتظرك ..) أردفت أمه (تسألك بأي اسم ستناديها ..؟) ..
(منى .. آه لو أن هذه الحادثة لم تقع .. وبقى وداعي لك سرا" وختما" لقصتنا معا" .. لكان بإمكاني الآن أن أدعو ابنتي باسمك وأناديها به دون خجل .. كما فعلت يا _أم عمر _.. غير أنني لست بجرأتكِ يا حبيبة الصبا ولست بقسوتكِ .. فأنا رجل يهتم بالإخلاص والوفاء ..)(عمر.. خالتي تسألك أن كنت قد اخترت اسما" للـ..)(وفاء.. سأسميها وفاء..)
خرج من غرفته .. باحثا" عن طفلته .. أخذها بين ذراعيه .. نظر لها عن قرب.. ناداها باسمها لأول مرة (وفاء) .. مشاعر متناقضة اعترضت خفقان قلبه.. فهذه الوديعة التي استأمنته عليها زوجته.. هي شريكته في التسبب بموت وفاء.. وهي ذاتها التي تحمل الآن اسمها ..اسم المرأة الوحيدة التي كان بين يديها طفلا" ينثر روحه على بساطها دون تحفظ .. وخضع لمحبتها دون خجل .. وغامر لأجلها حين وافق على ما اختلف معها بشأنه .. وهاهي نتيجة مغامرتهما تمثل حاضرة" أمام عينيه .. بين يديه .. ارتعش جسده .. فأعادها إلى أمه وأكمل مسيرته ..متجها" نحو الحمام .. لا راغبا" في الانتعاش او التزيــّن او طلبا" للراحة او النشاط .. بل ليبكي ذلّه وانكساره..
يا زمن قاسي عليــّا .. يا زمن مش بأيديــّا .. كنت أنا أشكيلك حبيبي .. من جروح اللي بيــّا ..
ما يـّهم جفف دموعك .. ما يـّهم تضوي شموعك .. ما بقى شي يا قلبي يسوى دمعة من دموعك . .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إهداء لكادر عمل المسلسل ..
الكاتبة أمل حنا _ المخرج حاتم علي
نجوم العمل :_سمر سامي _ بسام كوسا _ نورمان أسعد _ باسل خياط _ سلاف فواخرجي _ رامي حنا _ قصي خولي _ نادين تحسين بيك _ مكسيم خليل _ نسرين طافش _ حسن عويتي _ رنا جمول _ جلال شموط _ بسام لطفي _ انطونيت نجيب _ فاتن شاهين _ خالد تاجا _ عبد الهادي صباغ _ سليم صبري _ خالد القيش ...
مع تحية إعجاب واحترام