الاثنين، 24 مارس 2014

مراجعة رواية طشاري للكاتبة أنعام كجه جي

غلاف رواية طشاري للكاتبة انعام كجـ جي

في كتابها المؤلَّف من ما يقارب 250 صفحة ، أخذتني الكاتبة إنعام كجه جي في رحلة لعائلة عراقية ، بدأت منذ الحرب العالمية الاولى وانتهت في ربيع 2013 ..
اضحكتني حد البكاء مع بعض صفحاتها وفي بعضها أبكتني حد الوجع ،  حكايتها المضمخة بالمحبة .. المنمنة بالتفاصيل العراقية ، مرت مرور الكرام على الجراح ، لكنها سقطت في الجرح الاخير ، بدا عميقاً كمتاهةٍ هو الحنين الذي كتبت به .. حنينٌ ألهب العزف على اوتار العجب من وطن عاش بنوه جنباً الى جنب ثم تحولوا بين ليلة وضحاها الى وحوش يعضّ بعضهم بعضاً .
أحببت شخصيات الرواية بدءاً من السيدة وردية وابنتها هنده .. ومربيتها بستانة .. وجدتيها ام سليمان وام جرجس .. ، أحببت العلوية شذرة والسيدة لوريس وكمالة وجولي .. وكلثوم التونسية .. واسكندر الصغير ومقبرته الافتراضية.
لكن ما احببته اكثر هو صوت المؤلفة الاليف الى الروح ، رهافتها ودموعها التي انسابت على وجنتي بينما هي تروي حال العراق وكيف صار (طشاري ما أله والي)   ..

#كتب2014
#قطاف2014

ترجمة مانغا أخي العزيز Oniisama E Manga 16

الفصل السادس عشر

من هنا 16

(1)

اخي العزيـز ..
التقيت بكاورو نو كيمي .. اجتمعنا في برج الساعة ..المكان الذي طالما لجأت اليه سانت جست .. كانت تقف امامي .. موجهة ً انظارها الى الاسفل .. وهي تقول :_ "انا لم اتعمد اخفائها عنك .. هكذا اعتقدت .. بشأن الامور التي انتهت بيني وبينه .."
غيرت من وقفتها .. استدارت الى النافذة ونظرت من خلالها الى الخارج .. ثم اكملت.. :_"حينما تنظرين الى الاسفل من خلال برج الساعة .. الكل يبدو مختلف  ..كما لو ان العالم في الاسفل .. كلهم يتمايلون في الارجاء ..ثم حينما تفكرين بالامر تجدين ..ان كل واحد منهم متمركز حول لمحة واحدة ..، انه امر غريب ..!! 


اني آتسآءل عن ما كانت تراه ريّ بشأن العالم في الاسفل .. ،لقائي الاول بـــريّ ..يعود الى المدرسة الثانوية .. كانت ريّ الطالبة الغريبة التي انتقلت تواً .. كانت ترتدي دائما ً ذلك السوار في معصمها الايمن .. وتبدو كما لو انها لا تمتلك اي اهتمام بالعالم الحقيقي .. كانت لا تبدو كشخص من دم ولحم .. ولهذا السبب كنت اعنـفها .. لم استطع مساعدتها .. ولطالما اثارالتساؤل عندي  مارأته عيناها .. وما مرت به روحها ..، الان ..بات واضحا ً ..لابد انه كان الموت .. تحديدا ً موتها هو في الحقيقة ماكانت تنظر اليه ..
احيانا ً كان اخيها .. يأتي للمكان الذي تسكنه ليطمئن عليها .. تلك كانت اول مرة التقي بأفضل صديق لديه هنيمي تاكهيكو .. هكذا التقيته اول مرة .."
اه ..كاورو نوكيمي توهجت خجلا ً بشكل جميل .. فورا ً ادركت انها كانت تتحدث عن تلك اللحظة التي احست بها بالحب نحوك  .. اذن كان علي سؤالها .. :_ أن كنت قد احببته ..فلماذا ؟ ..
:_تسألينني ..لماذا هجرته .. لاني احبه ..هذا هو جوابي ..
:_لا افهم ما تعنين ..
:_ انه السبيل الوحيد الذي بأمكاني ان اعبر به عن حبي له ...
:_ولكن ..
:_بالنسبة لي ..الحب يعني .. اعتبارحياة شخص اخر أثمن من حياتك الخاصة ..
:_ اكثر من حياتك .. ،كيف تستطيعين ان لا تكوني مع الشخص الوحيد الذي تحبيه .. انه امر مساوٍ لعدم الاحساس به ..؟!
اشاحت كاورو بنظرها عني واخذت تتمتم :_  "ريّ .. كان بأمكانها العيش لو انها حاولت .. لكنها كانت دوماً ترغب رؤية الموت .. لذلك انا لا استطيع  مسامحتها  ..ريّ .. كانت تعلم بمعاناتي .. لكنها رحلت بدوني ..؛على اي حال ان سأبقي عيناي مثبتة ً على الحياة ،حتى حينما ساواجه الموت "
:_ آه ..كاورو نو كيمي ..!!!!
اخي .. صدمتني رؤية الغرزات تغطي الجهة اليسرى من صدر كاورو نو كيمي .. يبدو اثر العملية واضحاً .. لم اسيطر على دموعي ..
:_هل تبكين لاجلي ..؟
: _انا لا اعرف ما الذي يمكنني قوله ..؟
أجل أخي عجزت عن قول اي شيء.. ففي ذلك الوجه القادر على كتمان الالم والعشق والمعاناة والتسامي بمظهر الكاورو نو كيمي الهاديء والبارد .. !
:_لماذا تبكين ..؟
:_ انا اسفة .. انا اسفة ،اذانني متأكذة من انك لا تريدين لاأحد ان يراه .. ولا نفسك حتى ..
:_لا انا لازلت مرتعبة .. بل مرتعبةٌ جداً .. واردت شخصاً اتشبث به .. وانت وتاكاشي ..رغم انكم لاتتشاركون الدم ذاته .. الا انك لازلتي اخته .. ولهذا اردت مشاركتك هذا الامر ..
:_ ماذا ..؟!!!!

(2)

حينما كان البريفيسور ميسونو مازال شابا ً ..افسدت المشاكل حياته الزوجية ..واودت به الى الانفصال .. ودفعته التعاسة ليمضي لياليه مخمورا ً في المطعم القريب من الجامعة .. هناك تعرف على والدة ناناكو ..التي كانت تعمل نادلة في نفس المكان لتعيل نفسها وصغيرتها التي لا يتجاوز عمرها خمسة اعوام ..
امضت ناناكو حياتها دون ان يتطرق احد الى هذه الفترة من حياتها .. لكنها الان فوجئت بسماع الحقيقة عرضياً من فم اوريهارا.. "رغم انكم لاتتشاركون الدم ذاته ،الا انك لازلت اخته" هكذا عرفت ناناكو بالحقيقة .. وطلبت والديها حال عودتها بسماع الحكاية ..
استرسل البريفسور ميسونو في استحضار الذكريات .. :_بينما كنت جالس في المطعم مبتأس الحال افكر بزوجتي التي هجرتني لاجل حبيبها واخذتا معها ولدي ذي العشرة اعوام .. لاحظت صغيرة .. تسألني بصوتها الطفولي ان كنت ارغب بكوب من الماء .. لا زلت اذكر بوضوح عيناك الملائكية  السوداء .. ويداك الصغيرة الناعمة وهما تحملان الكوب بكل ما امتلكتا من الامكانية ...
بعد عام كنت قد تزوجت من والدتك ،تلك النادلة التي عملت في المطعم بعد ان طردها الرجل الذي عاشت معه ..
فوجئت ناناكو حين علمت ان هنيمي تاكهيكو _استاذها الذي اتخذته اخا ً بالمراسلة_ هو اخيها فعلا ً ..فهو ابن البريفسور ميسونو من زوجته الاولى ..
كان هنيمي مدركا ً لتلك الحقيقة منذ البداية ..غير انه اخفاها  عن ناناكو منتظرا ً الوقت المناسب لاخبارها .. وقد اسعده ان والده اخبرها بكل شيء .. ليتمكن اخيراً ان يجري معها حديثا ً اخويا ً غير متكلف ..
_لقد كبرت ناناكو .. ، ومضى زمن طويل منذ كنت تلك الطفلة الصغيرة التي تلعب بالطين في حديقة المنزل .. لابد انك لا تذكرين .. ذلك الفتى الذي رأيته من اعلى السياج ..
_اذن كنت تعلم منذ البداية .. انك اخي ..

_حينما كنت افتقد والدي ..وافتقد منزلي .. كنت اتسلل الى هناك  .. حدث الامر مرتين ..
_شكرا ً .. لك ..
_امم..
_انا مسرورة الان .. لانك حقا ً اخي .. ، انا سعيدة جدا ً ..
_ لكنني ارجوك ان لا تلم والدتي .. لانها ..
_ ايتها الاوزة السخيفة .. ،لا تقلقي لامور كهذه ..
_حسناً .. فانت تعتبرني اختك .. رغم اننا لانتشارك الدم ذاته ..
_بالتأكيد ..
_اذن فهل يمكنني ان اطلب منك خدمة  كأخت ..
_ تفضلي ..
_ان كانت هناك امرأة تحبك .. ارجوك هل يمكنك ان تسعدها حتى لو تطلب الامر منك ان تتحملها..

.
.
.
تم نقل ترجمة مانجا أخي العزيز الى مدونة جديدة على  هذا الرابط

الأربعاء، 19 مارس 2014

أحمد سعداوي .. شكراً Thanks to Ahmad Saadawi

اعتدت ان ارفق قراءتي للكتب بالاستماع الى الاغاني والموسيقى ،ولكنني ودون ان انتبه بدأت قراءة هذا الكتاب بأجواء من الصمت الشديد
وحينما تقدمت في القصة .. ادركت ان هيبة (الشسمه)  المجلجلة بالموت قد فرضت نفسها حولي .
استغرقت ليلتي بأكملها في القراءة ، منذ الساعة الحادية عشر ليلا ً وحتى اول ساعات الصباح دون اي وقت مستقطع ، استهلكت كيساً من حب عين الشمس وكوب عصير وحبتان من ريباس بنكهة النعناع ، لان الحساسية التنفسية كانت السبب الرئيسي لسهري هذا او ربما هكذا حاولت ايهام نفسي ..
بينما كنت اتتبع تفاصيل الحكاية المشوقة ، حاولت ان اتخيلها كفيلم سينمائي  ورحت انتقي لها ( فريق الممثلين) ؛ فتصورت رسل كرو بدور هادي العتاك .. براد بيت بدور الشسمه .. جيمس مكافي بدور دانيال .. روبرت باتينسون بدور الصحفي محمود السوادي وتشارليز ثيرون بدور نوال الوزير  ..جورج كلوني بدور السعيدي ..، ثم توقفت فجأة لانتبه انني فوّتت _انتقال محمود السوادي من فندق العروبة الى فندق دلشاد _ بينما كانت التفاصيل تتسرب من مخيلتي التي عوضت عنها بتفاصيل اخرى ممتلئة بالمؤثرات السينمائية لتكشف لي ان وجوه الانكلوامريكين الذين احتلوا مخيلتي عجزوا عن تجسيد التركيبة العراقية الموجوعة ؛ وان علي ان اطردهم سريعا ً واستحضر بدلا ً عنهم وجوها ً عراقية ً 
واذا بي استحضر مقداد عبد الرضا لدور العتاك وجواد الشكرجي لدور الشسمه .. خليل فاضل وحسين عجاج بدا كلاهما مناسباً تماما ً لدور الصحفي محمود  .. وعادل عباس لدور السعيدي و آسيا كمال كنوال الوزير .. 
في الحقيقة لم تكن الحكاية بحاجة لتتحول الى فيلم .. فقد افلح الكاتب برسم الاحداث والشخصيات كما لوأنها فيلما ً ثلاثي الابعاد ..
فرانكشتاين _بغداد_ كان عراقياً بأمتياز الى حدٍ اثارفي نفسي الحزن والكثير من الأسئلة المعلقة  .. وانساني نكهة الرعب المفترضة في الحكاية ..
فقد كان بطله المسخ ذو الجسد المتحلل ذاتياً والكيان الذي اتحد فيه الضحية والجلاد ، ذو الوجه المشوه بفعل ترقيعات حاشيته ..،يعيش حاضره على وقع ماضيه .. تائهاً متعدد الهوية .. بلا قيم ثابته او رؤىً راسخة او ملامح محددة .. تقوده رغبته بالثأر وتسيطر عليه الحاجة الى الاستمرار .. حاجة الجسد المتداعي المسكون بروح غريبة في حياة بائسة ..
الملاحظ في هذا العمل ايضاً ..هو الوجود النسوي .. فقد كان شبيهاً بالكوتا النيابية ،وبالصورة الاعلامية للمرأة العراقية ما بين عجوز مبروكة مغيبة الوعي  واخرى ايقونة مثيرة للشهوة والشرور ، لا يربط بينهما سوى بؤسهما وفوضى الوطن ، تلك هي مؤاخذتي على القصة .. بل ربما تلك هي مؤاخذتي على واقعنا الذكوري في العراق ..
في الختام .. لا يفوتني ان اشكر الكاتب (أحمد سعداوي) لانه اهدانا فرحة بالابداع القصصي الذي قدمه متجسداً في كتابه (فرانكشتاين في بغداد) الذي تأهل ليكون ضمن القائمة القصيرة للكتب المرشحة الى جائزة البوكر العربية .
#كتب2014
#قطاف2014