السبت، 17 نوفمبر 2018

لمثل هذا وأكثر أحب Outlander


بعينين تفيضان بالدموع شاهدت معركة كلودين👈🏻Culloden battle
فعادت لي أشباح الماضي البعيد وأشباح الأمس القريب.
مع مرأى اليعاقبة بين جريح مطارد،وأسير يُعدم وقَتيلٍ يُحرق جسده بلا مبالاة .
فتذكرت ..
ثورة العشرين التي سرقها النظام السابق من أهل الجنوب وشوّهها أصدقاءنا اليوم بتحميلها أكثر مما تتحمل .
تذكرت ..
انتفاضة الـ 91 بكل خرائبها ومآسيها التي تجاهلها العالم بصلفٍ رهيب ، وتحولت بمرور الأيام إلى مسلسلٍ مبتذل يُعاد تمثيله دون لمسٍ حقيقي للوقائع المؤلمة .
تذكرت ..
المقابر الجماعية التي كُشِفَ عنها في 2003 ولم تفقد مذيعة رباطة جأشها وهي تتلو أخبارها ولم تُستدعَ ممثلةٍ هوليودية لتبكي على أطلالها .
تذكرتُ ..
الانفجارات التي ضربت مدناً أعيش وعائلتي الكبيرة فيها ، فقدت فيها أقارباً و معارفاً لم يبقَ من أجسادهم سوى أحشاء متناثرة رقص حولها (الأشقاء)  ساخرين وشامتين بموت (أبناء المتعة) ولو (من دون ذنب) .
كتبت ديانا غابالدون سلسلتها الروائية عن حكاية اسكتلندية لكنني قرأتها بعينيّ عراقية عرفت شكل الحياة كمواطنة من الدرجة الثانية رغم انها تعيش في بلد أجدادها .. عرفت الظلم والقهر بشكلٍ مباشر او غير مباشر ، مرةً بأسم المدينة التي ولدت فيها ومرةً بأسم الطائفة التي تنحدر منها عائلتها .
رأيت في الأمير تشارلز وجوه كل من كانوا زعماءاً ووجوهاً بارزةً أيام المعارضة الذين توسّم فيهم العراقيون قيادتهم للخلاص من صدام وظلمه ، لكنهم خذلوهم مرةً تلو مرة.
ضعف شخصياتهم ، أطماعهم الدنيئة ، زحفهم الحثيث نحو أمجادهم الشخصية ، تملقهم الزائف للآخرين على حساب البسطاء من أتباعهم.
 
أحب اوتلاندر لأنها تُشبه واقعنا الماساوي الغارق في مستنقع العشائرية والطائفية والقومية ،
لكنها ملحمة كُتبت بأنامل جرّاحة ماهرة تعرف كيف تلمس الجراح ، تنظفها ، تطهرها ، تُخيّط حافاتها لتقدم اجمل القصص الانسانية .