الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

سنحيــــا..

ازرعوا العبوات والمفخخات ...وانشروا حقدكم وبارودكم اينما تشاؤون ..في كل شوارعنـا ومقاهينـا واينما نجتمع ..في كل مدارسنا وجامعاتنا ومكتباتنا واينما نقرأ..في كل مجالس الفرح والعزاء واينما نجتمع ونتصافح ..في كل سياراتنا ودراجاتنا وفي كل وسيلة تحملنا الى الغد... في كل بيوتنـا وبيوت الله.. في كل محراب للصلاة ... اقتحموه وازرعوا فيه الموت ..وترقبوا ما ستحصدون ..
لن تحصدوا سوى العار ةالخراب واللعنات... اما نحن فصامدون ..في الوطن سنحيا.. نصلي رغم انوف المعتدين .. وسنحكي ونكتب ونغني رغم انوف الشامتين ..
وسنحيــا ..بجرحانــا سنحيا ... بشهدائنـا سنحيا .. بكل من روّعوا وهجّروا وأُرهبوا سنحيا ..
سنحيا يابلد الكبريــاء الحزين .. ياعراق..
وحـّدنا فيك الصبر... وحــّدنا فيك الموت ... مهما زرعوك مفخخات وفتن ..سنحيا 

بغداد ..لا تتألمي


2/11/2010

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

زمن المستحيل


زمننا هو زمن المستحيل .. والأماني الغير ممكنة والأفكار المتصدئة .. والكلمات المختبئة في ادراج المغمورين ..
زمن الابطال المسحوقين ... والاميرات المكممات ..
زمن الجيــاد المروّضة بسياط السيرك .. والخناجر المصلوبة على حائط النسيان .. والضفائر المذبوحة بمقص المستحيل ...
انه زمن المستحيل ..

فـاليوم .. مستحيل ان تسمع بقادة كغاندي وجيفارا، او امراء كهاملت ، او اشقيــاء كعلاء الدين وعلي الزيبق وروبن هود، او عشاق كمجنون ليلى او روميو وجولييت،امثالهم اليوم مجرد حمقى او متهورين ، وربما يرتقون الى سلم المجانيــن او يتهمون بالانحلال او قد يبيتون في نظر المجتمع مجرد خارجين عن القانون ..
فعفواً ايّـها المجتمع عفواً ، إن اقلقنا غفوتك الطويلة أيـها الغول العملاق 

عفواً إن اوقدنا شمعة الضمير الخافتة تلك ، صدقني نحن لم نكن نقصد الاساءة ، لكنك في غفوتك الطويلة هذه صرت تهذي بصوتٍ عالٍٍٍٍ ..صرت تجحد بالابطال والثوار الحقيقين ..صرت تردد الافتراءات والاكاذيب ...فحاولنا ان نوقظك .. ولم نكن نعلم ايها المجتمع ان صحوك كنومك ظلامٌ وهذيان..
11/10/2010

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مقالة .. في مديح الاصدقاء الافتراضيين


هنا حيث كانت تقيم ولاتحيا ،هنا ..لا يمكن لامرأة ان تسمي احدهم صديقاً (أنها تدل على غير ماعليها ان تدل ، وهذا امر سئ حقاً)

ولكنها ذات يوم تجاوزت ذاك الامر وصرحت لزميلاتها وزملائها بالعمل ان لها اصدقاءاً بالنت ، للوهلة الاولى ، اصابتهم صدمة (لا لأن زميلتهم الهادئة الخجولة  لها عدة اصدقاءاً فحسب ،بل لأنها تصرّح بذلك ايضاً)..

رغم علامات التعجب التي ملأت وجوههم ،ظلّوا يستمعون لها علــّهم يفهمون مقصدها ، بينما كانت تسترسل في حديثها عنكم ..

قالت

:_ان الصداقة اسمى مما تتوقعونه ..وارقى مماتفكرون به..خاصةً حينما تكون وسيلة للتواصل مع مجتمع متنوع ، يمنحنا فرصةً للاختلاط بأطياف أخرى من البشر.
(ومع ان كلمة اختلاط تصنف كجريمة كبرى في هذا المجتمع الا ان المستمعين تجاوزوها تحت وقع لهفتهم لسماع باقي الحديث..)
عندها ازداد بريق عينيها وأستكملت حديثها بتباهي :_
كنت احيـــا بينهم ..

في وطن لايمكن ان اعيش فيه لكنني انتمي له ، ألستُ من عشاق فيروز والجواهري والماغوط ومحمود درويش ؟
ألستُ من المحكومين بالامــل ، المؤمنين بالوعــي ، الحالمين بالحــرية ،اللاجئين للكتب ، ألست من المنتمين لوجع المضطهدين وترف الفلاسفة ؟
ألا تمتزج دقات قلبي بأنين المواويل وأنغام الموشحات ، الا تسمو روحي مع موسيقى بحيرة البجع والكلاسيكيات ، ووقع الشجن في العتابا والابوذيات ؟

الست من المؤمنين بالاخر شرطاً لوجودي ، اؤمن بتسؤلات الملحدين اثباتاً ليقين المؤمنين ، اؤمن بأحقية الاخرين بالتعبيرعن اراءهم وانتماءاتهم دون ان نمارس دوراً في قمعهم او عزلهم او تشويه ما يحبون او مساومتهم على مايملكون..

كانوا اصدقائي..
مختلفي المنابع، فبينهم العربي ، الفينيقي والسرياني ، التركماني والشركسي، بينهم المسلم والمسيحي، السنــّي والشيعي، العلوي والدرزي ، بينهم الاممي والقومي ، الاسلامي والعلماني ، بينهم المتدين واللاديني ..

غير ان اجتماعهم ، كان حلماً سماويــاً متسع الافق ، استمتعت به حينما كنت أتدثر بشعاراتهم .. وأتنعم بأذواقهم .. واغتني بحواراتهم ، خاصةً تلك التي تشحذ العقل.. وتحدّ الكلمات ..

كانوا اصدقائي..
وكان حلمي وطناً  فقدته على غفلة، فهل الاستيقاظ من الحلم يحكم على الذكريات بالموت.

لا أحسبه كذلك ، رغم ان الحلم تهشم الى شظايــا تأبى ان تجتمع مجددا، لكن الماسة حين تتهشم ..تصير شظاياها ماساتٍ جديدة..

هذه كانت تجربتي التي وددت ان تعرفون عنها .. واولئك هم اصدقائي في منتدى أخوية الذين احب ان اتذكرهم دائماً...

الجمعة 15/10 /2010

السبت، 17 يوليو 2010

تمهل ايّـــها الزمن الهارب


تـمهل ايـّها الزمن الهارب
تمهـل..
انني اغط في صمت رهيـــب..
نستني الدنيا في الخــــارج..
وصرت بقايا انسان غريــــب..

تمهل ايها الزمن الهارب
تمهل بالله عليـــك..
دعني التقط انفاسي لاستعيد ذكريــاتي..
دعني اتذكر من انـــا..؟! ولماذا منهكة حياتي..
ولمَ اجري ..ولا اجد سوى الســـراب الكاذب..

تمهل ايها الزمن الهارب..

فما عدت اهضم مايطرق علي المسامع..
من كلام مستــــهلك..
وانفعال معلــــب..
ونبض مخادع..
تمهل ..
تمهل ايها الزمن الهارب

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

آهٍ من عيني الاب


عينــــــاك وطني..
ودمــوع الليالي الساهرات ..
في الجفون المنهكات ..
من التعب..
عينــــــاك ..
ما اروعهما..!
وهما يتابعان خطواتي المتلاحقات ..
يهمسان بهدوءٍ...
بحنانٍ..وحنوٍ..
مثل عيني الاب ..


اه من عيني الاب..
فيهما تمتماتٍ..ونشيد عذب..
فيهما اطهر حب..
اه من عيني الاب..
حينما اراك فيهما..
واراهما فيك..
واشعر بهما ..كأنهما منك..
يا نظيره في عينيه ..
والاباء المشرق في جبينه ..
والكرم الذي يفيض عند كفيه..
عيناك ..احبهما ..
عيناك يا وطني..
حلم ابي اذا غضب..
ودمعه العزيــــز اذاانسكب
اه من عينيك ..
آه من عيني الاب ..

الخميس، 1 أبريل 2010

تحية من المرأة لنزار قباني

يا ايّـــها الشاعر الشامي

عليك رحمة الله ومني الف سلام..

يامهلهلاً في الرقة.. 
يا من كنت في الحكمة كأبي تمام ..
ابحرت بصدقك في بحري..
وحملت لوائي للنصر .. واقتحمت لاجلي الحِمام..

لبست عشقي تاجاً..


وملئت عوالمي ابتهاجاً ..


وكتبت التاريخ بأقلامي..


صيرتني قضية..


ورحت تدافع عني كابرع محامي..


تستصرخ الكون بآهاتي..


وتدون في كتب عشقك آلامي..


وتمدّ جرحي الآزلي جسرا"...لتعبر عليه احلامي..


ولَكَم كتبت عن شرقيتي وسحري..


ومنهل الحنان في احضاني وفكري..


اسميتَ جبيني فجر نهارك..


وذراعي وسادة احلامك..


وكفّـــاي مناديل دمعك..


ولطالما تغزّلت بأنين ناياتي..ودفء كلامي


ا ايّها الشاعر الشامي...


عليك رحمة الله ومني الف سلام..


يامهلهلا" في الرقة.. يا متنبيا" في الحكمة.. يا أبا تمام..


ياراسما" العشق لوحة اصرار..


فيها امرأة تأتيك زائرةً(1) ..


شعرها ليلٌ..ووجها خمريٌ يميل للسمار..


تلبس الربيع..ومافيه من نباتٍ واشجار..


تتزين بالعقود والخواتم الغريبة الاحجار..


وذاك انت يانزار..


تتسمرّ امامها..تبرق وترعد...ثم تحتويها كالاعصار..


ففي شريانك يغلي نزق الثوار(2)..


وذاك انت يانزار..


توّد لو تقطف لها النجوم والاقمار..


وتهديها اليها في سوار..


توّد لو..انك تغفو في عتمة شعرها(3) ..مشطا"عاجيا" ..


او تطوق عنقها كأكليل الغار..


او تنمو على وجنتيها كالجلنار..او تهتز بين اناملها كالاوتار..


ولمَ لا..؟؟؟


وهي روح روحك..هي طعم البرد في قلبك..وطعم النار..


هي شجرة عيدكَ(4)..


التي تعلّق عليها امنياتك.. ودعواتك..


وحتى خفايا عينيك والاسرار..


هي قنديلك ..


عطرك..وفوح بساتينك...


ولعمرك النوّار..


هي الحبيبة التي ستبقى لكل فصلٍ وكل عامِ...


ايّها الشاعر الشامي...


عليك رحمة الله ومني الف سلام..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ


(1) ان جئتيني زائرةً..(ممنوعة انت)


(2)اني لااؤمن في حب لايحمل نزق الثوار.....(اني خيرتك)





(3)ضعيني مشطا" عاجيا"في عتمة شعرك..(زيديني عشقا")


(4)ستكونين انت الشجرة...(كل عام وانت حبيبتي)

الخميس، 31 ديسمبر 2009

HAPPY NEW YEAR أغنيةً شجرة رأس السنة

سأصنع شجرة لليلة العيد من ضلوعي ..
وسأعلق على اغصانها فرحا" نحيلاً ..
وادبجّ في حواشيها أملاً جميلاً ...
وأزين هامتها بقنديلٍ ..
يتشرّب نوره من دموعي ..

***
سأصنع شجرة لليلة العيد من ضلوعي..
وسأبحث في غرفتي وبين اغراضي..
عن بقايا أمنيات العام الماضي ..
لاحرقها بوهج شموعي..
سأصنع شجرة لليلة العيد من ضلوعي

(كانون الثاني2002)

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

أختيار الأدوار

اللوحة للفنانة وسماء الآغا
مسرحيتنا كبيرة
وفيها ادوار كثيرة
وللمرأة عندنا نصيب حسن ..من تلك الادوار الوفيرة
يمكنها ان تؤدي دور
الزوجة العمياء
او الزوجة الغانية
الموظفة العمياء
اوالموظفة الغانية
السياسية العمياء

او السياسية الغانية
المثقفة العمياء
او المثقفة الغانية 

ال... عمياء
... غانية..
ع..م..ي..ا..ء..
غ..ا..ن..ي..ة
انها ادوار كثيرة 

وتحتاج لمهارات كبيرة
فكأن تُغمض العقل والفؤاد والوجدان

لتتمكن من اداء دور العمياء
او تتعلم ..

فنون الرقص على الحبال وتبديل الاقنعة 
لتكون افضل غانية
هذا كل ما نستطيع تقديمه لكٍ
ياسيدتي ، الآنَ
أن شئت اختاري لكِ دوراً

او أرحلي الى دنيا ثانية 

الأربعاء، 20 مايو 2009

انا من برج الثور


كتب عليّ القدر ان اكون كالثور..
الست من برج الثور..
شدّني الى الطاحونة..
وعصّب عيناي..
كي لا احلم بالمرعى..
والعشب الاخضر والزرعا..
ولكي ابقى ادور..
كالثور..
طوال عمري..
وسوطه يلهب ظهري..
*..*
انا لاادعي ان القدر يكرهني..
اذ انّه قدم لي العلف..والما..
واعتنى بي كلما اشتد بي الالما..
لكنه عصّب عيناي..
وشدّني الى الطاحونة..
وامرني ان اظل_أسير
اطحن احلامي..وقلبي الكسير..
كما الحنطة والشعير..
اطحن افكاري..وعقلي..
الذي ما عاد ينفعني الان..
اذ انه لن يقدم ..او يؤخرمن الزمان..
لا..ولن ينفعني ان اجري..
او ان ادرس خطواتي..
ولن يسعفني ان اتعلم..
كيف اتجاوز عثراتي..
لأنني سأظل ادور..
حول الطاحونة ..كالثور..
*..*
لكن ..
اتراه القدريعلم ان من طبائع الثور العناد..
وان في اسمه طبعه..
ثائرا..لايرضى الاستبداد..
اذن..
فعليه..ان يحذر..
في الغد..
سيثور احدهم..ويكسر يد الجلاد..
وهو من برج الثور..

الثلاثاء، 19 مايو 2009

النافذة (قصة قصيرة)



احتضنته بقوة ، انامله متعلقة بسبابتها ، فمها كجبنذة انحنت من غصنها على جبينه وهي تهم بنثر عبيرها ، وفيما تنغرس قدماه في حضنها المتشنج ،غادرها الالم ، بعد ان شقّ خطوط لوحته عميقاً بشظايا الزجاج ولونها بألوان الدخان والدماء.
يوم شيّدوا هذه الغرفة اصرّت على ان تزينها نافذة كبيرة تطل منها الشمس عند شروقها، ورغم ان زوجها عارض الفكرة_لأن منزلهم يطلّ على الشارع الرئيسي _ الا ان اعتراضه قد اضاف للنافذة امتيازاً اخراً ، اذ ستطلّ منها على الطيق تتنطر عودته بعد ساعات عمله الطويل .
هذه الغرفة كانت عالماً يخصها ..ويخصّها..ويخصّها.

فالجدران تتألق بألوان الطفولة ، والارضية مزروعة بالالعاب، والاجواء تمتلأ بأنفاسها وانفاس وليدها الصغير ورائحة الحليب، والنافذة ، كانت تناغي بأنكسارات الضوء خلالها ضحكات الصغير ، ومع( دلّول ..يا الولد ياأبني دلّول..عدوك عليل ..وساكن الجول ) كان يغفو بسكون وآمان .
وفي احد الايام، حلّ الفجر ومزقّ استار الظلام، لكن الحلم كان قد نام ، نام والى الابد، بعد ان هشّم الانفجار قلب النافذة وزرعه ندىً حارقاً على ذراعي الام ..وجبينها.. وارجل الصغير الناعمة.. وكفه ذي الانامل المتعلقة بسبابتها.

الأربعاء، 13 مايو 2009

ســــــلامـــاً .. من العراق اكتب

سلام ٌ عليــــك عراق القيــــــــــم
سلاماً
من العراق اكتب ..
لم اتشظى بعد ..
لم أُقتل ..
لم أُذبح..
لم تخترق الرصاصات جسدي..
سلاماً..
من العراق ..
وطني المعلّق بين عصر البربرية و النووية ..
وطني الذي..
أختبأ بين جراحه الفاسدون والمفسدون ..فألتهب...
وطني .. يغرق باللهب..
رقعة الشطرنج التي يراهن عليها الكثيرون..
بمشاعرنا..وامانينا..
بمصائرنا..وماضينا..تغرق باللهب..
والعراق..
تخنقه الحواجز..ويذبحه المتطرفون..
ويهدمون..
قبابه...ويكبرون..
حين يرونه ...
يغرق باللهب...
ودماءه..
تختلط بشظايا الاجساد.. ورماد الكتب..
سلاماً ..ياوطني.. سلاما..
من العراق اكتب ..
وطني، ليس لافتة نعيّ سوداء..
وطني..راية عزٍ زرعت انجمها السماء .. 

               (3/5/ ذكرى حادثة شارع المتنبي)

ذاكرة تحت الطلب

لوحة للرسام العراقي علي آل تاجر

لمحها من بين آلاف المحتشدين الذين يحيونه ،غير انها كانت تحييه بقوة اكثر وهيي تلوح بكفها عالياً وتقبض بالكف الاخرى على اطراف عباءتها ، وكأنها تودّ ان تلقيها _كما اعتادت_في الماضي ان تفعل كلما استقبلته عائداً بأجازة من جبهة القتال، بلى انها هي بلا شك(وكيف له ان يخطأها..؟!)
تلك العينان التي عشق انعكاس صورته فيهما ، وذاك الوجه الذي طالما شمّ وجناته وقبّلها، آهٍ لو انه يوقف موكبه الفخم هذا ، ويترجل عن سيارته الفاخرة هذه، ويندس بين الجموع ويصحبها ويمضي ، ليعودمعها ولداً ، ولداً يلهو في احضانها يتسلى بحلّ جدائلها ، ويبحث في عتمة شعرها عن نجمةٍ قد تتألق في ليل عينيها الحزين، آه..لو انه ...، ولكن لا..لا ، ان الموقف الان يملي عليه ان يكون اكثر جديةً في التعامل مع مشاعره واهله فهو الان لم يعد كما كان..زمان .
فلقد أصبح مسؤولاً ، مسؤولاً عن حياة الناس الاخرين وهو هنا ليهتم بشؤون اولئك الاخرين وحقوقهم، لذا فهو يفضل ان يخذل كفها التي تلوح له على ان يخذل كفوف الاخرين التي دعمته ليصل الى ماوصل أليه .
لقد صار يقيس الامور بموازين مختلفة منذ ان عاد من غربته التي علمته ان يبيع كـــــــــــلّ شئ وايّ شــئ على ان لايعود اليها مجددا.
لذا فلا تبتأسي ايتها الحبيبة الغالية ، فهو على الاقل لم ينساك في الماضي ولن ينساك ،غير انه يمر في ظرف صعب الان، لذا قدّري وضعه واعذريه، فلقد كان منذ عام ٍ واحدٍ مطارداً من الحكومة مشرداً  العام ، تأبى ان تأويه حتى الطرقات المتخومة باللصوص(أذ كان يُحسب من المعارضة) وهاهو الان كما تبصرين احد رجالات الدولة الجديدة الذين يتمتعون بسجلٍ
يدعو للفخر بما يحفل به من المغامرات ويلقي على كاهله مسؤوليةٍ مضاعفةٍ ، ومع هذا فهو لن ينساك..
وكيف له ان ينساك وقد كنت حلمه في الليالي المقمرات ، كنت الحمى التي تسكن عظامه وهو يصافح ذوي الدماء الباردة ، كنت هذيانه في الحانات ، هذيانه الذي لم يفهمه حتى ندمائه من متعددي الجنسيات ، دون شك هولم ينساك...الاّ أنه.. ربما..
ربما، يمكنه ان ينساك عندما تطأ قدمه على عتبة مكتبهِ الذي يعجّ بكل مظاهر الثراء والجمال،اقول ربما ..
ربما سينساك عندما ترتطم نظراته الجريئة المدهوشة
بعيون السكرتيرة خلف زجاج العدسات  .
وربما سينسى عتمة ليلك المضفور بينما تمتد يده لتسبح في امواج شعر أحدى رفيقاته المخصّل بألوان زاهية .
وربما لحظتهاسينساكِ ..،
لكنه سيعود ليتذكرك، وهو يجيب الصحفية _المغرورة بجسدها الذي يشبه ابريق شاي انيق_وهي تسأله عنكوسيتحفها بجواب صاغه بأرق العبارات :_
انا ابداً لن انساها فهي العزيزة وهي الرفيقة لدرب النضال المرير وهي امٌ وملجأ لولدي الوحيد الصغير.
لولا اني منصرف الان عن همي ّالشخصي وهم عائلتي بهموم وطني وشعبي الحبيب..،
ثم يسترسل بوعوده لكِ أيتها الصابرة_بنظرة عينيه الحادة_انه سيتذكرك وسيسأل عنك ، بل و سيجعل من ملامح وجهك الشرقية ونظراتك الحزينة واثر العمر الكادح على جسدك صورةً لحملته الدعائية وهو يستجدي مستقبلاً اصوات الناخبين .

(اب 2004)

الجمعة، 1 مايو 2009

مفكرتي My NoteBook


غلافها قرمزيٌ داكن (وهو اللون الذي كنت اعشقه في صغري)
كانت لوالدي يكتب فيها الملاحظات في عمله ، لكنه استبدلها بأخرى اكبر حجماً وتحمل معلومات وبيانات اقل .. 
استعرتها منه دون ان سؤالٍ عن مصدرها ، أما تلك المعلومات والبيانات (عن الدول والقياسات العالمية و..و..و.. ) التي كانت سبباً لتخليّ والدي عنها كانت سبباً لأحتفائي بها.
مع الوقت ،ملأتها بصور الورود والاطفال و المعايدات ، لأمنحها لمستي الخاصة ..
صارت مفكرتي، صفحاتها تغرق بكلماتي،تزدحم فيها الملاحظات والخربشات
صارت مفكرتي، بل عالمي الذي أخزن فيها أفكاري، مشاعري، هواجسي وأحلامي
مسجلة بقلم الرصاص علي اوراقٍ باتت قديمةً اليوم ، فهي تصحبني منذ أعوامٍ عدة ، تحديداً منذ 2003 ، وقتها بدأت ادون علي صفحاتها ولازلت ، أُسرّها واحاكيها ...ثم اطبق غلافها الصلد وادسها بين كتبي .
وها أنا افتحها اليوم ، لانتقي منها ما قد يستحق ان يعاد تدوينه هنا..