‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023

أليف شافاق و ساردونيا التي لم تكن تحب أسمها

 

بدايةً اول ما جذبني لقراءة الرواية هو عنوانها ( البنت التي لا تحب أسمها ) ولأن الوصف يتناسب معي في فترة ما من حياتي رغبت بالتعرف على تفاصيل القصة .

تدور الرواية حول فتاة صغيرة تدعى (ساردونيا ) و هي التسمية التركية التي تُطلق على زهرة ابرة الراعي.

تتعرض الفتاة الصغيرة الى مواقف محرجة معظمها نابع عن التنمر حول أسمها .

في الفصل الخامس ( رحلة مفاجئة ) تنعطف القصة و تمضي مجموعة من الاحداث تؤدي الى أن تلتقي ساردونيا بأصدقاء غير متوقعين يأخذوها معهم في زيارة الى بلادهم البعيدة وهناك تمر بتجارب تعرّفها على نفسها بشكلٍ افضل و تساعد أصدقاءها في أختبار امكانيتهم .

ثلاثة أمور اعجبتني بالرواية هي : تناسب مواضيعها مع كل الاعمار ، تركيز الرواية على أهمية الخيال ، ابتكار الكاتبة ل ثيمات كالقارة الثامنة ، عاصمة الابجدية ، جبال القاف ، نهر السلمون ، حديقة الطيور الوحيدة .

أما ما لم يعجبني بالرواية فهي اللغة التقريرية التي كُتبت بها الحوارات و المعالجة السطحية لمواضيع غنية كان بالإمكان التعمق بها اكثر .

عدد صفحات الكتاب : 160

ترجمة نورا ياماتش ، صدرت عن دار الآداب _ بيروت _ الطبعة الأولى عام 2019 .

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023

مذكرات طفلة في الحرب

 

أول مرةٍ سمعت فيه أسم (آن فرانك) كان في فيلم (كتاب الحرية) لهيلاري سوانك . وكان ذلك منذ زمن بعيد . كنت وقتها أعدّ قوائماً بأسماء الكتب التي تصادفني في الأفلام لأبحث عنها في المكتبات .

شخصية Miep Gies كما تظهر في فيلم Freedom writers

Miep Gies تذكر مذكراتها A smoll light

بمرور الزمن نسيت الأمر حتى صادفت هذا العام كتاباً وردي الغلاف يحمل رسمةً لطفلة بشعرٍ أسود و عنوانه (مذكرات طفلة) فأسرعت لأقتناءه وأضفته الى قائمة الانتظار  !

🕮🕮🕮🕮🕮

(A Small Light ) أسم مسلسلٍ قصير . أسمٌ يدعو للأمل رغم ان رؤية الممثلة 

Bel Powley تظهرعلى بوستر المسلسل ذكرتني بالفيلم السوداوي الذي قامت ببطولته سابقاً . وشاهدتها هذا العام بفيلم بريطاني حزين أيضاً (نوعاً ما) .

مضت الحلقات الأولى ببعض المرح ، مع تقدم المسلسل كان الحزن يزداد نسبياً لكن كنت لا أزال أتكيء على الأمل الذي يبعثه عنوان المسلسل .

في الحلقة ، هتفت الأبنة الصغيرة للسيد (اوتو) بمرحٍ وهي تستمع لخطاب ملكة هولندا ( من إذاعة BBC ) في لندن . كانت الملكة تحثّ شعبها على الصمود وتطلب منهم تدوين مذكراتهم عمّا يعايشون من ظروف . أما الفتاة الصغيرة فقد وجدت وسيلة تمنحها الأمل بأنتهاء الحرب وفي الوقت ذاته تساعدها على تحمّل الضغوطات التي يرزحون تحت وطأتها في المخبأ .

عند ذلك المشهد توقفت ، تلك الصغيرة اسمها آن . والسيد (اوتو) اسمه الأول فرانك ، حينها لاحظت أنها ( آن فرانك) فتغير مسار توقعاتي كثيراً ! وعدت بذاكرتي الى السيدة التي استضافوها في فيلم (كُتّاب الحرية) و تساءلت ( أتراها ميب ؟ ) .

بعد انتهائي من مشاهدة المسلسل ، دفع الفضول بكتاب (مذكرات طفلة) ليصل الى يدي سريعاً و تلقفت عيوني محتواه سطراً تلو سطرٍ ..

تذكرني هذه المذكرات كثيراً بما كنت ارغب القيام به في الحربين التي عشتهما مدركةً الاحداث .

كنت اصغر من آن بخمس او ست أعوام في حرب الخليج الأولى . كان الخوف من الغارات الجوية حاضراً لاشك في ذلك  الوقت .

كلما ذكرت آن في مذكراتها إذاعة ال BBC   أتذكر اننا كنا نتابعها أيضاً في فترة الحرب . كانت الإشارة ضعيفة لكنها اقوى إذاعة يلتقطها المذياع الصغير من نوع (قيثارة) . وقتها تصوّر استمرار حياتنا بلا كهرباءٍ ولا تلفزيون او أفلام كارتون شكّل لي رعباً خاصاً لم يكن ليفهمه أحد .

يآآآه .. لدي كالكثيرين من الأطفال الذين نشأوا في ظل الحروب (خاصةً في المنطقة العربية ) مخزونٌ هائل من الذكريات التي تشبه ( يوميات آن) الى حدٍ بعيد . لكن آن ماتت و عاشت كلماتها . على العكس مني أنا التي عشت لأكبر وتموت كلماتي مختنقاتٍ في درجٍ مظلم.