أول مرةٍ سمعت فيه أسم (آن فرانك) كان في فيلم (كتاب الحرية) لهيلاري سوانك
. وكان ذلك منذ زمن بعيد . كنت وقتها أعدّ قوائماً بأسماء الكتب التي تصادفني في
الأفلام لأبحث عنها في المكتبات .
|
شخصية Miep Gies كما تظهر في فيلم Freedom writers |
|
Miep Gies تذكر مذكراتها A smoll light
|
بمرور الزمن نسيت الأمر حتى صادفت هذا العام كتاباً وردي الغلاف يحمل رسمةً
لطفلة بشعرٍ أسود و عنوانه (مذكرات طفلة) فأسرعت لأقتناءه وأضفته الى قائمة الانتظار !
🕮🕮🕮🕮🕮
(A Small Light ) أسم مسلسلٍ قصير . أسمٌ يدعو
للأمل رغم ان رؤية الممثلة
Bel Powley تظهرعلى بوستر المسلسل ذكرتني بالفيلم السوداوي الذي قامت ببطولته سابقاً . وشاهدتها هذا العام بفيلم بريطاني حزين أيضاً
(نوعاً ما) .
مضت الحلقات الأولى ببعض المرح ، مع تقدم المسلسل كان الحزن يزداد نسبياً
لكن كنت لا أزال أتكيء على الأمل الذي يبعثه عنوان المسلسل .
في الحلقة ، هتفت الأبنة الصغيرة للسيد (اوتو) بمرحٍ وهي تستمع لخطاب ملكة
هولندا ( من إذاعة BBC )
في لندن . كانت الملكة تحثّ شعبها على الصمود وتطلب منهم تدوين مذكراتهم عمّا
يعايشون من ظروف . أما الفتاة الصغيرة فقد وجدت وسيلة تمنحها الأمل بأنتهاء الحرب
وفي الوقت ذاته تساعدها على تحمّل الضغوطات التي يرزحون تحت وطأتها في المخبأ .
عند ذلك المشهد توقفت ، تلك الصغيرة اسمها آن . والسيد (اوتو) اسمه الأول فرانك
، حينها لاحظت أنها ( آن فرانك) فتغير مسار توقعاتي كثيراً ! وعدت بذاكرتي الى
السيدة التي استضافوها في فيلم (كُتّاب الحرية) و تساءلت ( أتراها ميب ؟ ) .
بعد انتهائي من مشاهدة المسلسل ، دفع الفضول بكتاب (مذكرات طفلة) ليصل الى
يدي سريعاً و تلقفت عيوني محتواه سطراً تلو سطرٍ ..
تذكرني هذه المذكرات كثيراً بما كنت ارغب القيام به في الحربين التي عشتهما
مدركةً الاحداث .
كنت اصغر من آن بخمس او ست أعوام في حرب الخليج الأولى . كان الخوف من
الغارات الجوية حاضراً لاشك في ذلك الوقت .
كلما ذكرت آن في مذكراتها إذاعة ال BBC أتذكر اننا كنا نتابعها أيضاً في فترة الحرب . كانت الإشارة ضعيفة
لكنها اقوى إذاعة يلتقطها المذياع الصغير من نوع (قيثارة) . وقتها تصوّر استمرار
حياتنا بلا كهرباءٍ ولا تلفزيون او أفلام كارتون شكّل لي رعباً خاصاً لم يكن
ليفهمه أحد .
يآآآه .. لدي كالكثيرين من الأطفال الذين نشأوا في ظل الحروب (خاصةً في المنطقة العربية ) مخزونٌ هائل من الذكريات التي تشبه ( يوميات آن) الى حدٍ بعيد .
لكن آن ماتت و عاشت كلماتها . على العكس مني أنا التي عشت لأكبر وتموت كلماتي
مختنقاتٍ في درجٍ مظلم.