الجمعة، 10 يوليو 2020

ترحال ريفيو

الفنان  الراحل فادي جهجهاه

المرة الأولى التي قرأت بها أسم بوكلثوم كانت في منشور لـ فيديو الفنان السوري فادي جهجاه (لروحه الرحمة ) وهو يغني له .
كانت الاغنية مميزة وبها شيء من الغرابة ، روحية درويش بأسلوب موسيقي مختلف ، اكتشفت فيما بعد انه من سمات ما يقدمه الرابر السوري بوكلثوم .
بالعودة للاغنية وهي (ترحال) ، كانت الأولى بتاريخ الاستماع ولكن يصعب الجزم اذ كانت الأولى في قائمة الأكثر استماعاً ، فبالاضافة الى لـ (زملوا) التي شاركتها سابقاً على الفيس بوك ، تنافسها أيضاً (جوّانا) و (قصة قبل النوم ) أما  (ولّع) ، ( دلّوني) و (ما بعرف) بشكل اقل قليلاً .
رغم ان المفترض أن أغنية (ترحال) عن وجع شخص مغترب لكنها تمثل مشاعري ربما لأني أعيش في وطني نوع من الغربة أو لأني أرى الغربة (المكانية) قارب نجاة بائس ينقذنا من وطنٍ سـ (يقبرنا) بدمٍ بارد كما (قَبر) أحلامنا وطموحاتنا.
يقول مستهل الاغنية (قبل رمي الملامه إيدك عجروحي .. و عديلي كم اللوم بين بضلوعي ) كم أرغب بتطريز هذه الكلمات على صدر فستاني ذات يوم لعلّي أنا نفسي اتوقف عن لوم نفسي .
(علقت يا يامو بين تنين يا بنفيني .. يا بنكر ليش أو من وين إجا سكيني ) كلما مرّت بسمعي هذه الكلمات اتوقف عندها وأقول (الله) لأنها تصف بدقةٍ موقفنا ، بين ان نطالب بحقوقنا فيسموننا أهل (ذاك الصوب) بـ (أبناء المتعة) وبين أن نطالب بوطننا فيسموننا أهل (هذا الصوب) بـ أبناء زنا ، بين أولئك الذين هددوا حيواتنا بالمفخخات وبين هؤلاء الذين يهددون حيواتنا بالاغتيالات و الكواتم .
(قبل ما سامح أي إنسان جرّح طيني .. بسامحني..) ما من كلام يمكنه التعبير عن ما أمرّ به بالفترة الأخيرة من خذلان بعض الصديقات والأصدقاء بقدر ما تختزله هذه الجملة الغنائية .
( قبل رمي الملامه عيونك بعيوني
و صبيلي من كاس الرضى بين كفوفي
الجنّه يا يامو استسلامي لمحبوبي
بيتي، بيتي ببطن جفوني
آخر مطاف حنون الكل حيواسينا
آخر وطن تحت تراب حيدارينا )
تزداد جمالية وبلاغة الاغنية في هذا المقطع ، الشفافية والاحساس العالي هنا مؤلم خاصةً حينما جاء بصيغة الشكوى للـ ( الام ) .. باركي يا (يامو) بـ رضاكِ رزقي وما تحويه كفي باركي امنياتي وموطن احلامي الذي أخبأه تحت جفني .. ففي آخر المطاف أيتها الحنونة سيتظاهر الجميع أنهم يواسوننا حتى من يخفون الشماتة بين أسنانهم وهم يتحدثون ألينا ، أما عن حقيقة الاوطان فجميعنا ننتمي لوطنٍ واحد هو هذا التراب الذي سـ يداري أجسادنا جميعاً ومهما أختلف الاسم الذي يطلقونه على المدن فوقه فهو وطنٌ احد أسمه الأرض .
ختاماً أرجو أن تجدوا المواساة والمتعة في قراءتكم لهذه الاسطر و ان تتعرفوا على السلام الذي أجده بالاستماع لهذه الأغنية .




أشكركم وأتمنى ان تكونوا بخير 


********
الريفيو أهداء لأرواح من غادرونا بين الامس واليوم ( الرّسام العراقي أسامة أبراهيم الحمداني )