‏إظهار الرسائل ذات التسميات سوريا في عيوني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سوريا في عيوني. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 19 يونيو 2024

عن بسام كوسا و أكثر بكثير مراجعة كتاب

 


 ( ما الحياةٌ بغير جديدٍ يدهشك ) هكذا قال زياد أبن أبي عامر أحد شخصيات مسلسل ( ربيع قرطبة ) .
مأساتنا أننا عرفنا في زماننا الاعاجيب و صار من الصعب أن نجد ذاك الجديد الذي يمنحنا الدهشة، و أذا شئتم الحقيقة فالمنح و العطايا صارت بحد ذاتها مثيرة للدهشة . ولكن ..
قبل عدة أيام ، صادفت تغريدةً للفنانة السورية لورا أبي أسعد تشرح فيها طريقة تسجيل الكتاب الصوتي و من خلالها تعرّفت على مبادرة فاتن ، أنسانة رائعة ومثقفة أستلهمت من ميزة الكفاف البصري الذي رافقها منذ ولادتها فكرة أنشاء قناة (صوت الكتاب) لتكون مكتبة مجانية للقراء ممن هم بحاجة لها .
و من أوائل الكتب التي تضمنتها القناة كانت نوفيلا كتبها الفنان بسّام كوسا تحمل عنوان ( أكثر بكثير) بصوت  @rose91el .
في هذه الرواية القصيرة نرافق (مبروك) ، وهو رجلٌ يعيش وحيداً و يستأنس وحدته كـ ذئب البراري ، يستعرض شريط حياته ما بين حاضره والذكريات ، مشيراً الى شخصيات متنوعة تركوا أثراً في نفسه و حياته كما انهم يمثلون عينة من نسيج مجتمعٍ يصارع صعاب الظروف .
ما بين أستاذ جامعي حاصروه بضيق الأفق فكتب نظريةً في علم الاجتماع عن دور الفراغ في تاريخ البشرية .
و عتّال نزح مع عائلته الكبيرة يرافقهم الفقر وسوء الطالع .
ونسّاج أحكم نسيجه و أفكاره غير أن نسيج الزمان (سَلت) و ضاع عليه الخيط .
وعامل فرنٍ يغير جلده ويمتهن بيع العقارات و بيع الشعارات.
( ملح ) الفتى المجنون الذي تجاوز خطوط التماس بين الأديان (المتعايشة) في مجتمعاتنا (التعددية) .
و أشباح نساء ظهرن في حياة مبروك كالفرص الضائعة .
يمكن تصنيف الرواية ضمن الأدب الوجودي في سردها للوقائع و أحتكامها الى طرح مشاكله وعقده في سياقٍ يبدو عبثياً وهو ينزلق بين أفكار (مبروك) بطل الرواية الذي يستمر في محاولة تحقيق حلم الكتابة و أستهلّه بـ ( مئة عزلة في العام .. و أكثر بكثير ) .
تتكون الرواية من 140 صفحة مقسمة الى 29 فصلاً . وهي من منشورات دار نينوى .
و بالعودة الى المقدمة التي كتبتها ، فقد مثّلت لي مطالعة هذا الكتاب تجربةً جديدة و مدهشة ، لأنها أول مطالعةٌ صوتية .


الخميس، 16 مايو 2024

عن صانع الأفلام السوري عبد اللطيف عبد الحميد


المرة الأولى التي تعرّفت فيها على أسم صانع الأفلام السوري عبد اللطيف عبد الحميد كانت أثناء متابعتي ل مهرجان دمشق السينمائي أعتقد عام 2007 حين نال فيلمه (خارج التغطية) جائزة في المهرجان  .
أول فيلم شاهدته من أعماله كان (قمران و زيتونة ) . بثته الفضائية السورية في سهرة لعيد الأضحى  .

ثم شاهدت فيلم (رسائل شفهية) الذي بُث أيضاً على الفضائية السورية .

(نسيم الروح) كان من أوائل الأفلام السورية التي شاهدتها على النت ( اليوتيوب) .

تبعها فيلم (ما يطلبه المشاهدون ) . فـ ليالي إبن آوى . ثم (العاشق ) الذي شاهدته فترة الحجر ( سنوات كورونا) .

قبل عامين أو ثلاث ، أكتشفت ان فيلم (خارج التغطية) كان متاحاً على النت فشاهدته . ثم فيلم (أنا و أنت و أمي و أبي) و الختام كان مع فيلم (عزف منفرد) الذي شاهدته قبل عدة أشهر .

بالنسبة لي كانت أفلام عبد اللطيف عبد الحميد نافذةً أطلّ منها على السينما السورية . برحيله فقدنا فناناً مرهفاً كان يلتقط التفاصيل اليومية للحياة البسيطة ليصنع لنا منها أفلاماً تناقش الحياة بعمق و بساطة .

قد تبدو أفلامه ( أو بعضها) مزينة بالمحلية الصريحة ( البيئة ، اللهجة ، الأزياء ، .. ) لكن تلك المصداقية هي التي تمنحها القوة على النفاذ على أعماق المشاهد ومخاطبة وجدانه عن قضايا الحياة المشتركة .

 #عبد_اللطيف_عبد_الحميد الذي ولد في حمص 1954 ، رحل هذه الليلة فـ لروحه السلام والرحمة

 

الاثنين، 13 مايو 2024

أغمض عينيك .. تراني ( مراجعة مسلسل )



في الموسم الدرامي الذي شهدناه هذا العام . أستطاع مسلسل أولاد بديعة حصد النجاح عبر حوارات مثيرة لشخصيات مركّبة ، بينما أعتمد نجاح مسلسل تاج على فخامة القصة التي قدمها و عناصر الإنتاج على أختلاف مستوياتها . لكن الأسلوب الذي أتخذه مسلسل ( أغمض عينيك ) للأنتشار وحصد الأعجاب كان مختلف.

بدأ مع التريلر الذي أظهر شخصيات العمل الرئيسية وهي تهمس لنا ( أغمض عينيك .. تراني) .

ثم المقدمة الغنائية ( أدّيش أسمك حلو ) كلمات بحر لاوديسا ألحان طاهر مامللي و أداء مايا زين الدين .

أما قصة المسلسل فتدور بشكل رئيسي حول الطفل جود و أمه حياة ، حياة التي قاطعها والدها لأنها أصرت على الارتباط بالرجل الذي أحبته . هجرها زوجها بطريقةٍ غامضة وأسلمها للمجهول . ثم غدر بها زميلها في العمل و لفّ حول عنقها حبال جريمته .

بالمقابل فـ حياة أمرأة أيجابية و قوية . جريئة كـ لبوة . حنونة كـ يمامة . أجتماعية و قادرة على صنع الكثير من الصداقات التي أثرت حياتها و صنعت أجمل أحداث المسلسل .

أهم أصدقائها كان مؤنس مدرّس الرياضيات . سلام مرشدة نفسية . لالة رفيقة معاناتها . و لكل فرد منهم قصته تستحق أن تروى  .

بالعودة لـ جود هو طفل موهوب بقدرات مميزة في الحسابات ، الرسم و ذاكرة صورية مميزة . كما يمتلك طيف التوحد الذي يمنحه وضع أجتماعي خاص .

ما شدّنا لمشاهدة المسلسل هو قصته بكل تفاصيلها وأجواءه العائلية المؤثرة بمواقفها المؤلمة أو الحنونة . فـ شخصيات العمل تشبهنا بقوتنا وأنكساراتنا ، تبدو شخصيات عادية لكنها تمر بظروف غير عادية.

كانت قوة العمل في مستوى أداء كادر التمثيل أبتداءاً بنجومه : أمل عرفة ، منى واصف ، عبد المنعم عمايري ، فائز قزق ، حلا رجب ، أحمد الأحمد ، جابر جوخدار ، علا باشا ، محمد حداقي و لؤي النوري الذي شارك في كتابة المسلسل .

أما مفاجأة المسلسل التي أستمرت على مدى 30 حلقة فهو الطفل زيد البيروتي والممثل الشاب ورد عجيب اللذان قدما أداءاً رائعاً في تجسيد شخصية جود بكل ما أمتازت به من أختلافات سواءاً بلغة الجسد أو الصوت كانا مقنعين الى حد مدهش .

المسلسل من أخراج أحمد الملا . أنتاج 2024 . 


 

الاثنين، 1 أبريل 2024

جولة في عالم ( تاج ) السوري

 تميز مسلسل تاج عن غيره من اعمال هذا الموسم الرمضاني بأنه من النوع المفضل عندي للمتابعة أو كما يصفه الإنكليز It's my cup of tea .

لاحظت أن المسلسل نال اعتراضات تتلخص بالنقمة من تصدي فايا يونان للبطولة النسائية رغم انها تجربتها الأولى بالتمثيل ، النقمة من ظهور تيم حسن لتكرار دور البطل الشعبي الثوري و أخيراً النقمة من تقديم عمل عن فترة الانتداب الفرنسي .

بالنسبة لي ، سبق أن شاهدت عارضات أزياء و مغنيات  قدمن تجارب مشابهة لتجربة فايا وأعجبني أداءهن فـ لِمَ لا أشاهد ثم أحكم !

و منذ الحلقة الأولى من المسلسل لم أرى أوجه تشابه بين تاج و عاصي الزند .

أما الاعتراض الأخير فمن يطلقه ربما لم يشاهد ما شاهدته من عدد الاعمال الدرامية البريطانية عن الحرب العالمية الثانية و بالطبع جزء من البطولات التي يقدموها ليست حقيقية أو ليست كما يروونها هذا لم يمنعنا من المشاهدة!

بالنسبة لي ، مسلسل تاج لم يكن من بطولة بسام كوسا أو تيم حسن ولا فايا يونان .فأبطاله هم سوريا والتاريخ و الفن .


 



سوريا بتحضرها العمراني و تنوعها الأجتماعي ، بشخصياتها و جغرافيتها ، بمدنها التي تبرز على صورة رجال أباة و بهائها المتجسد بقامات نساء شامخات .

أما التاريخ ، فهي رحلة عبر الزمن الى عصرٍ مواكب للحرب العالمية الثانية و كل التناقض الذي رافق فرنسا وقتها كبلد الأحتلال والمحتل .

صراع الجهات التابعة للنازية و الجهات التابعة للتحالف . صراع الفكر الامبريالي للقوى العظمى والفكر اليساري المنادي بقيم الحريات و القانون  .

ينقلنا المشهد بجولة سينوغرافية بين حضور ندوة شعرية لعمر أبو ريشة ، مجلس سياسي في مكتب شكري القوتلي ، سهرة في أقبية الصحافة مع انامل (ميكي) وهو يتقصّى الحقائق عازفاً على مفاتيح الطابعة ، مشوار الى سينما الشهبندر لمشاهدة أفلام عبد الوهاب أو الاستئناس بأحاديث صاحبها نزيه أحد رواد الفن السابع في العالم العربي ، تصفّح صور من ذاكرة صبحي الشاب المهجّر من لواء إسكندرون أو تأمل أناقة أزياء ذاك الزمان ما بين معمل الجوهر حيث يتم خياطتها و ما بين ستوديو يعقوب حيث تُلتقط صورهم  . و بين هذا وذاك جولة بـ الترام عبر ساحة المرجة . عندها تحديداً تدرك أن تتر المسلسل مستوحى من الاغنية التراثية ( زينوا المرجة .. و المرجة لينا ) .

تأخذنا الخطوات الى ذاك العمود الذي يتوسطها لنقرأ ما كُتب على قاعدتها المعدنية ( شوكتلو هيبتلو .. السلطان أبن السلطان ) .

لا يتوقف الأبداع في هذا العمل بل يستمر بوتيرة هادئة لينفض غبار الرجعية ماسحاً لفظة (حريمات) راسماً شخصيات نسائية متنوعة ما بين الساحرة الإنكليزية جيني الى الطبيبة الفرنسية  ماريون مروراً بالسوريات فائزة ، عفاف ، حنان ، نوران  و أم لويس .

لم أكتب خاتمةً لهذه المراجعة لأنني أتطلع نحو الأبداع الذي ينتظرنا لنشاهده في الحلقات القادمة .

أذن للحديث بقية ..