مدة أنجاز العمل (١٩٥٩_١٩٦٠)
قياس العمل: ٥× 3 متر تقريباً
التسمية : سميت بدايةً بجدارية الثورة ثم تم تغيير الأسم عدة مرات حتى أستقرت على تسمية (جدارية السلام ).
***
تُعتبر أول عمل موزائييك و أوّل جدارية تنتمي إلى الفنّ العراقي المعاصر ، يتجسد فيها أسلوب فائق حسن الفني المعتمد على ردم الهوّة بين الفن الحديث والتراث . أعتمد أسلوب المدرسة التكعيبية الأوروبية لكن من يدقق في ملامح الشخوص في اللوحة سيرى لمحة التشابه بينها وبين التماثيل السومرية والاشورية ، كذلك فأن أنشائها من آلاف قطع السيراميك الصغيرة الملونة مستوحى من أسلوب البابليين في أنشاء بوابة عشتار وغيرها من الاعمال الجدارية . فقد أدرك الفنان أن هذه المادة مختبرة في قدرتها على مقاومة الطقس العراقي والحرّ اللاهب .
 |
بورتريه للفنان فائق حسن |
أما عن الألوان فقد عُرف عن فائق حسن أنه (مُلون من طرازٍ فريد ) أذ كان يبتدع الألوان في أعماله ويمنحها أشباعاً إيحائياً فتظهر أعماله محتشدةً بالحركة لذا للألوان دوراً أساسياً في تكوين وتشكيل لوحاته .
تمثّل الجدارية مجموعة من الناس المنتمين إلى فئات الشعب المختلفة، وقد تجمعوا لصق بعضهم بطريقة هارمونية .
في التكوين الفني للجدارية تناسق وتناغم الألوان القويّة و تشترك الفئات المختلفة من نساء ورجال و أطفال ، من عامل و فلاح وجندي ومدني وطالب، من يرتدي الأزياء الشعبية و التراثية و من يرتدون الأزياء الحديثة . كلهم باختلافهم وتنوعهم يمثلون فئات الشعب ، تبرز منهم الأياد المرفوعة فرحاً بالعهدٍ الجديد ،عهدٌ تسود فيه المساواة، ويقوم فيه العدل، يظللّهما السلام الذي يظهر بدلالة واضحة عبر الحمامات البيضاء.
وربما يعود أختيار الرسام لطيور الحمام لتكون قلب اللوحة له علاقة بموقع الجدارية (في ساحة الطيران) بالإضافة الى ارتباط الحمام الأبيض بمعاني السلام و الفرح والوئام .
و كأن اللوحة تخلّد مشهداً عن ترابط الجماهير في لحظة فرحٍ فُتحت فيه أبواب القفص الحديدي لينطلق منه الحمام نحو سماء الحرية .
بالإضافة الى الدلالة الرمزية التي يمثلها كل فرد ظهر في اللوحة هناك جوانب جمالية أخرى كـ الهيئة الجسدية لمعظم الافراد فيها ما بين رفع اذرعهم و حركة أرجلهم و كأنها لوحة متحركة تشير للحياة النابضة خاصةً مع أستخدام درجات لونية متناغمة ومشرقة.
