السبت، 25 مايو 2019

عن نهاية صراع العروش

(1)
من ( المنطقي ) أن لعبة الشطرنج التي تبدأ بالتضحية بالقطع الكبيرة ستنتهي بصراعات البيادق
لكنها ستكون أسوء مباراة حينما تتحول الى مناورات بين ملكين يقع أحدهما طُعماً سائغاً للبيادق !
تكشف نهاية الموسم الثامن من صراع العروش عن كتّابة سايكوباثية لم تكتف بسلب قصص الحب من كل شخصيات العمل والانتهاء بجمع من شخصيات بائسة مهجورة مشوّهة أو عاجزة  ، بل عمد كتّاب السيناريو  لتشويه حب المشاهدين المعجبين بالسلسلة وتسببوا في سقوط مدوّي وغير منطقي لأسطورة تلفزيونية أحبها الملايين فأنتهى بها الامر لتحصل خاتمتها على تقييم أدنى من 5 من 10 
في المواسم السابقة من العمل أعتدنا أن تموت الشخصيات (الجيدة) غير أنها تحصل عادةً على نهاية مشرّفة فتموت من أجل مبادئها أو من أجل حبها .
كما أعتدنا أن تحصل الشخصيات ( السيئة) على مصائر تتناسب مع مصائر ضحاياها فيما يشبه اللعنة ضمن سياق درامي مقنع .
أما الموسم الأخير فقد تم مكافأة أسوء الشخصيات بـ تصفير رصيدها من الرذائل والخيانات بالحصول على موت مشرّف !
فيما كانت مصائر أقوى أبطال العمل بسلبهم بطولاتهم وانجازاتهم و دفعهم نحو نهايات غير مشرّفة وترك المتلقي ضائعاً في أدراك المغزى من أختيار أسوء المصائر ودفع أفضل الشخصيات نحوها ثم تخبرني على لسان بقية الشخصيات أنه أمر متوقع ، واقعي و منطقي !
دعني أخبرك أن هناك طيفاً واسعاً من الأحداث (المتوّقعة) لكنك أخترت أسوءها
وان مهارة كتّاب الفانتازيا تكمن في خلق (واقع موازي) لا اللجوء الى الواقع لتبرير كتاباتهم
أما عن المنطق فقد غاب عن أذهان كتّاب السيناريو حين عمدوا الى تهشيم الايقونات الدرامية التي صنعوها في المسلسل عبر دفعها لمواجهة داخلية بهدف الاثارة على حساب السياقات الدرامية لتطوّر الشخصيات والقصص فهل من المنطقي أن تسلب جمهوراً آمن بـ(السحر والجنيات  والتنانين الطائرة والسائرون الموتى ) لاجل نهايةً ذات قيمة أخلاقية أو أنسانية .. تسلبها منهم بحجة أن الواجب أهم من الحب ! 
حسناً دعني أخبرك أن الواجب هو مصطلح أوجده المجتمع لسلب الأشخاص فردانية تجربتهم وفي قمتها الحب ، فلا كرامة لواجب يقف بمواجهة الحب وهذه ليست مثالية أنها منطق أنساني بحتّ .

  1. (2)
I would’ve loved some more scenes between Grey Worm and Missandei. I would’ve loved to see a bit more between Cersei . . . I feel like there was . . . The genocide was there. That was always going to happen. And I just think more dissection and those beautifully written scenes that the boys have between characters—that we are more than happy to contently sit there and watch ten minutes of two people talking, because it’s beautiful. I just wanted to see a bit more of that. But I’m in no position to critique the geniuses that have written eight seasons’ worth of wonderful stuff . (Emilia Clarke) 

(3)
ملاحظات أخرى عن ضعف الموسم الاخير مقارنة بالمواسم السابقة
* من الغريب عدم توضيح ما أنتهت أليه شخصية سانسا التي تحمل دم ولقب ستارك و لكنها صنيعة سيرسي و بيتر بايليش
فقد أفشتّ عمداً سر ( أخيها) جون بشكل مطابق لما كان سيفعله ليتل فنغر وعمّدت للتأكد من أحداث فتنة تكسر الثقة بين كاليسي ومستشاريها وساندت بشكل غير مباشر سيرسي بمضاعفة غضب كاليسي و دفعها نحو (الجنون) .
وفي مشاهد الحفل الذي تبع معركة الليلة الطويلة أظهرت سانسا أمتناناً مبطناً لوضاعة جوفري و رمزي وبابليش على دورهم في تعليمها فن السياسة وللتأكيد على سلوكها الجديد حاولت التودد لـ ساندور بنفسها أملاً في كسب الحلفاء .
فهل كان من المنطقي أن لا يُعاتبها أويؤنبها حتى جون ولا يجافيها القدر بل يكافئها بعرش الشمال!
* يتناقض آسر ميساندي مع عدم التحام الجيشين ! وما معنى وجودها أصلاً مع الاسطول رغم عدم الحاجة لها !
*مثير للسخرية تحوّل فاريس من أحد رجال أروقة البلاط المظلمة الى نصير الشعوب ! أين كان ضميره حينما رفض مساعدة نيد ستارك في آسره رغم قدرته على تهريب تيرون لانستر من الاسر ذاته ألم يكن سيجنّب الشعوب حروباً والمدن خراباً !
* تصوير فناء الدوثراكيين في معركة الليلة الطويلة وعودة ظهورهم في معركة الجحيم و أنتهاء ذكر مصيرهم بعد قتل كاليسي !
*ما معنى عودة الحراسة الليلية بعد نهاية الموتى السائرون والحديث عن حماية جدار (يُفترض) تم هدمه سابقاً .
*تهميش آريا بعد قتلها للووكرنايت White Walker ، الإيحاء بمواجهتها لـ كاليسي ومشهد الحصان الأبيض في نهاية الحلقة الخامسة لا تتناسب مع ظهورها في الحلقة السادسة والانتهاء برحلتها التي تُشبه النفي الى غرب ويستروس !
* هامشية آلهة الشمال أمام مشيئة أله النار !
* وصول برون الى منصب وزير المالية في المملكة الجديدة !