*** مدينة طرطوس كانت أقرب الأماكن التي زرناها الى قلبي ، لا لروعتها و جمال الطرق المؤدية لها فحسب ، بل لتنوعها و غنى المعالم السياحية فيها ولمعرفتي المسبقة بأهلها ، و أشد ما يؤسفني أن الوقت لم يسعفنا لزيارة الا القليل منها .
بدأت رحلتنا الى طرطوس في الساعة الخامسة صباحاً ، تناولنا الفطور ( صفيحة لحم ، صفيحة جبن ، صفيحة زعتر ) في أحدى الاستراحات على الطريق في حمص .
وصلنا الى ما يُسمى بـ(الغابة الاستوائية ) عند التاسعة والربع تقريباً . أمضينا بعض الوقت في هذه الاستراحة الظريفة بفكرتها .ثم انطلقنا نحو جزيرة أرواد.
عند الحادية عشر والنصف تقريباً وصلنا الى البحر . ركبنا باخرةً الى جزيرة أرواد .
على سطح الباخرة جلسنا في المقاعد الامامية حيث يمكننا أن نكون أقرب الى البحر ، صوته ، رؤيته .
أصاب أختي القليل من التوتر فتدخلن مجموعة من رفيقاتنا على المركب و شغلناها بالمزح و ترديد الأغاني حتى تحسّن مزاجها . و بعد دردشة سريعة بيننا أستغربنا أننا من العراق !
أستقبلتنا جزيرة أرواد بمجموعة من مطاعم السمك على شواطئها . وبعد التوغل قليلاً بين طرقاتها الضيقة وصلنا الى قلعة أرواد التاريخية التي يعود تاريخ بنائها الى أزمان متعددة . فقد شُيدت في العصر الايوبي على أطلال حصن قديم يعود الى تاريخ ما قبل الميلاد . ثم تم استغلالها كحصن عسكري في الأحتلال العثماني وتم تحويلها الى معتقل لنفي السياسيين السوريين في زمن الاحتلال الفرنسي .
عدنا الى شواطيء طرطوس بالباخرة حيث تناولنا وجبة الغداء ولربما بسبب التعب أستمتعت بتناول التبولة أكثر من المشاوي !
محطتنا الأخيرة في يومنا الطرطوسي كانت مدينة الدريكيش التي تشتهر بينابيعها وعيون المياه المعدنية . مضينا نحوها صعوداً وكأننا نتسلق الى قطعة من السماء . على جانبينا تستلقي الجبال الخضراء محتضنةً مدينة هادئة . استوقفنا بعض العابرين للسؤال فابتسموا لنا مازحين بينما كانوا يصفون لنا الطريق .
وبعد أغترافنا من مياه نبع (عين الفوقا) عدنا عبر طريق صافيتا دون أن نرتوي من روعة الساحل لضيق الوقت و الظروف المصاحبة لسفرنا .