الأحد، 20 سبتمبر 2020

يغرقُ في صمته


الإحساس بالالم أصعب من الأثر الحقيقي للألم ، أحساسك انك وحيد بصراعك معه ، ورغم امتلاء حياتك بعائلتك ومحبيك و أصدقائك ومعارفك ، لكنك وحيد في حوارك مع ألمك ، اما أولئك الاخرين فأما منشغلين عنك بهمومهم الخاصة أو غير قادرين على أختراق فقاعتك رغم رقة جدارها و شفافيته الا أن ما يفصل بينك وبينهم حقاً هي تلال لا مرئية من مخاوفهم ..

***

أنت واهن تستجمع قواك لتقف ، لتحييهم ، هم يفكرون لمَ تبدو تحيتك لهم مختلفة .. ربما لأنها تصدر عن شخصٍ مختلف !

أنت شبه متوقف ، محتار بأختيار موقع لخطاك المثقلة بالـتيه ، تستند قامتك المتصلبة على خناجر الغدر المزروعة في ظهرك ، وهم يتساءلون عن القوة التي تحفظ توازنك بين التقدم والثبات ..

انت مكتئب ، تلوك همومك في صمتٍ غير معهود ، لا تعرف لمن تبث شكواك ، فكل القلوب متعبة تجرّ مناطيد أحلامها من حافةٍ الى حافة عسى أن تجري الرياح نحوهم ..

وهم لا يلتفتوا أليك ، حتى الأعز والاغلى بينهم ، ينتظر منك أن تناديه حتى يلتفت ، لا يرى انكسارك ولا يدرك حاجتك لرفقة ..

*****

تعتقد أن كلمةً منه قد تمحو تلال همومك ، لكن الكلمة التي تأتي منه تلقي على قلبك بصخرةٍ لا مبالاته ..

تعتقد أن أي سؤالٍ سيُلقي به يكفيك لتشعر أنك مرحبٌ بك في هذا الكون مرةً أخرى لكنه لا يسأل ..

يصمت ..

وأنت تنتظر .. بلا رؤيةٍ واضحة .. بلا جهةٍ مؤكدة .. بلا أفق .. بلا أشاراتٍ

وأنت .. أنت تغرق في صمته ..