الاثنين، 15 نوفمبر 2021

ذكرى .. عن الكاتبة الكبيرة ايتل عدنان


تلفتتُ حولي قبلَ أن اتجرأ بسحبِ الكتاب من على الرف ..
تصفحتُه فأعجبني .. عدتُ النظرَ الى الغلاف لاتأكد من العنوان .. كان يسهل التكهن بما سيدور في رأس الرجل الذي يقف خلفَ مكتب المحاسب .. فرغم ركاكة خطّه الا انه يستطيع القراءة حتماً.. ولابد انه سيتهجأ عنوان الكتاب عند محاولته التأكد من السعر (باريس عندما تتعرى ) .. ،أعدت الكتاب الى مكانه واتجهت نحو الكتب العلمية .. اعجبتني فأخترت منها كتابين ..و توهجت في راسي فكرة ..
نظراً لضيق الافق الذي يتمتع به نسبة (جيدة ) من الناس كان لابد لي من أن أجد حلاً لكتابي .. كي لا تحدق بي عيونهم مدهوشة كما فعل الرجل في المكتبة ..
أضفت الى غلاف الكتاب كارت معايدة قديم أحتفظ به خالياً .. معتقدةً أن أخفاء الغلاف كافياً لحمايتي من سوء الظن .. ، ولكن زارني مدير المستشفى الذي كنت أعمل فيه على غير عادته .. كان يرافق مريضةً من أقاربه .. وبينما كنت منشغلة بأخذ عينة دمٍ من وريدها .. كانت مديري يجلس على مكتبي ويتفقد السجلات دفعاً للملل .. وحاول معرفة عنوان كتابي القابع بين السجلات أيضاً بدافع الملل !
توقف عند العنوان ورسم على محياه أبتسامة فيها من الدهشة ما ذكرني بالرجل في المكتبة ..، فكرت بكلمات أوضّح فيها اللبس الذي بدا واضحاً انني وقعت فيه ..لكنني أحجمت عن قولها ..
ولم عليّ ان أعتذر .. ولمَ عليّ ان اشرح .. ولمَ عليّ ان اخجل .. ؟!
هم السطحيون ..ولست أنا ..
هم جهلاء ضيقو الافق ولست أنا ..
هم ممن يسعى نحو سوء الظن ولست أنا ..
قلت في نفسي ساعتها :_ سأمضي في قراءتي للكتاب دون أن ألتفت لهم ..
وأصبح ذاك الكتاب عزيزاً على قلبي أعود لقراءته كلما سنحت لي الفرصة .. رغم انني نادراً ما أذكر ذلك .
#ذكرى_مع_كتاب (10/ نوفمبر 2015)
_____________

 رحلت يوم أمس الأديبة والرسّامة إيتيل عدنان Etel Adnan

عرفتها عبر قراءة مقابلةٍ معها في كتاب (منفى اللغة) و تعرّفت على كتاباتها عبر قراءة كتابها (باريس عندما تتعرّى) وهو أحد كتبي المفضلة الذي أعود لتصفحه بين حين وحين وكتبت سابقاً عن المفارقة التي مررت بها في صحبته .
أرفق لكم بعض الاقتباسات منه