الاثنين، 3 أكتوبر 2022

عن اليوم الوطني العراقي

 بالرغم من أن ذاكرتي الوطنية عامرة بالذكريات لكنها تخلو من ذكرى الاحتفال باليوم الوطني
يمكنني أن أتذكر دويّ الغارات الامريكية ، أصوات الهاونات المتراشقة بين أخوة التراب ، منظر الجثث في الشوارع تتجول بينها الكلاب ، رائحة الاشلاء المحترقة بتفجيرات و آخر ما أتذكره فيديوهات عن الجماجم المهشمة بالقنابل الغازية ..
تبدو خارطة الوطن في الذاكرة وشماً رسمته ندوب عميقة .. و هل يمكنني ان أصفها بالبشعة ؟! لستُ أدري
حسناً فاليوم عيد ، وفي الأعياد تُذكر الأغاني ، ما آخر أغنية وطنية حركت مشاعرك ؟ ما نسكت نسكت ليش ؟ يا حبنا الأكبر، بين الجسر والساحة ، طكت والما طكت ، نازل آخذ حقي ، يا كاع ترابج كافوري ،بغداد لا تتألمي ، عراقٌ من النور وسع المآق ،...
ان كان يمكنني أن أجمع عناوين الأغاني الوطنية لأكتب منها نصاً واحداً فهل يمكن أن نجمع أمانينا لنبني وطن !
هل يمكنني أن أختار (جنة جنة) بصوت مطربها الأصلي ام انها ستجلب سجالاً لا ينتهي ؟
ماذا عن نشيدنا الوطني ؟ الا زال (موطني) ام اصبح (سلامٌ عليك) أم سيعود ( لاحت رؤوس الحرابِ) كم أخشى تلك الأناشيد
القديمة وخاصةً (وطنٌ مدّا على الأفق جناحا) ترك انطباعاً متعجرفاً عن الوطن في أذهاننا حينما كنا صغار ..نحن الجيل الذي تعلم حب الوطن من الكارتون ( الانمي) .. فحتى جنود كوكب (فيغا) كانوا يحبون وطنهم .
علّمونا قراءة السور القرانية القصيرة حينما نشعر بالخوف .. لنطرد شر الشياطين والجن واللصوص لكنني كنت أحتال على مخاوفي وأطردها بأن أصدح بأغاني الكارتون .. 

 من أجل الخير لكل الناس . الهام أحمد