الأربعاء، 12 أبريل 2023

مسلسل سفربرلك .. وجهة نظر وملاحظات

 

من الاعمال الدرامية التي أنتظرت مشاهدتها بلهفة كان مسلسل (سفربرلك ) فبالاضافة الى عنوانه الذي يشير الى فترة تاريخية مهمة للمنطقة ، أشيع الكثير عن ان هذا المسلسل كان آخر مشروع أشتغل عليه الأستاذ حاتم علي .

تم الإعلان عن بثه في رمضان هذا العام على شاشة الـ MBC   و هو يحمل أسم الليث حجو مخرجاً وعمرو علي (نجل حاتم علي ودلع الرحبي) كاتباً .

يتكون المسلسل من عشرين حلقة . أتممت مشاهدته و هذه ملاحظاتي عنه .

الإيجابيات :

* أضاءت القصة على أحداث تاريخية لم يتم الحديث عنها سابقاً كـ دور الخفية في اغتيال الشخصيات وخلق الفتن وحصار المدينة في الحجاز وتهجير أهلها أثناء فترة الثورة العربية .

* تصميم المشاهد ، زوايا التصوير ، سينوغرافيا المسلسل عموماً على درجة عالية من الاتقان .

* الأغاني بالمسلسل فخمة .

* التمثيل جيد


 السلبيات :

* نبدأ من طريقة الإعلان عن المسلسل على أنه قصة حياة أربعة أصدقاء عرب كانوا طلبة في إسطنبول . لكن المسلسل فعلياً كان يدور حول عبد الرحمن الطالب الحجازي و بقية الطلبة كانت قصصهم هامشية .

* التحولات في الشخصيات لم تأخذ حقها، أذ نتفاجأ كمشاهدين بمواقف اليوزباشي عمر و توفيق ، تمرّ التناقضات في مواقفهم مرور الكرام .

* الحبكة فقيرة والحوارات أكثر فقراً .

* في بعض الحلقات كانت هناك شخصيات تتعرض للشنق فيطول المشهد لعدة دقائق و يتم اظهار الشخصيات المعلّقة من عدة زوايا . كان من الممكن أيجاد أساليب افضل لتقديم مشهد أكثر مهابة و تأثير و بطريقة فنية غير مؤذية لنفسية المشاهد .

* مغالطات تاريخية : يُقدم المسلسل نفسه كعمل تاريخي وعلى أساسه يحق لنا السؤال ، هل كانت هناك مدارس ثانوية في الحجاز حتى يسافر أبناءها للسفر لغرض الدراسة الجامعية الى أسطنبول ؟

وفقاً للمعلومات المتوفرة فأن اول مدرسة ثانوية في الحجاز تأسست بعد الحرب العالمية الأولى و مديرها كان قد تعلّم في الكتاتيب ثم أكمل دراسته في الازهر بعد تهجيرهم ( أثناء حصار المدينة ) .

وضمن المغالطات أيضاً ، الاحداث التي غطاها المسلسل بدءاً من الحجاز و انتهاءاً بدمشق كان تدور تاريخياً حول الثورة العربية التي قادها الشريف حسين ولعب أبناءه عبد الله وفيصل دوراً كبيراً فيها فكيف تجاهلهم المسلسل تماماً و وزع أدوارهم تارةً بين شخصيات مفترضة وتارةً بين شخصيات مجهولة.

* الحادثة التي بدء المسلسل بها من هجوم الجموع الغاضبة على الحامية التركية والتي تحوّلت الى حادثة مرجعية للشخصيات الحجازية في المسلسل. لم تكن واضحة الأسباب أو المعالم ولم أجد لها في المراجع التاريخية المتوفرة أي إشارة!

* حادثة حرق قطار المجندين هي حادثة تاريخية تمثل منعطف قوي في العلاقة بين جمال باشا و العثمانين من جهة وبين الشريف حسين من جهة ثانية وكانت أستهلالاً للثورة في بداية يونيو 1916 بينما المسلسل قدمها كعملية فردية غير مدروسة قام بها ثلاثة شبان حجازيين ( أنتقاماً) لمقتل عم أحدهم في حادثة الحامية (الافتراضية) بحيث تم أفراغ الحادثة من مدلولاتها .

* الإشارات المتعددة الى دور ابن سعود والتنويه عن دخول (قواته) الى الحجاز على أنهم المحررين بعد فك الحصار رغم أن أبن سعود لم يدخلها الا أواخر عام 1926 بعد معارك ومفاوضات سياسية بينه وبين الاشراف!

* الشخصيات الأجنبية، لم يكونوا تاريخياً جواسيس فقط بل كانوا مفاوضين و لهم دور في مسار الاحداث خاصةً لورنس وفيلبي و أقصاءهم و تهميشهم في المسلسل لن يغير التاريخ الا في ذهن من لا يقرأ الكتب .

سأكتفي بهذا القدر من الملاحظات لأترك لغيري فرصة المشاهدة والحكم .

ختاماً كمتابعة و معجبة قديمة بالدراما السورية .. كـ(فانز) لأعمال حاتم علي والليث حجو ، يؤسفني القول أنني محبطة تماماً من هذا العمل .

#قطاف2023