الجمعة، 21 يوليو 2023

سوريا ، جوٌ جميل واقتصادٌ خانق (2)

 

في الليلة الأولى من وصولنا أكتشفت أن حقيبتي ليست مع الامتعة . الكثير من التوقعات السيئة قيلت لي : ربما سقطت في الطريق ، ربما ضاعت ، ربما أستبدلت مع أمتعة الآخرين ، ربما سُرقت ! أستبعدت الخيار الأخير فور سماعه فمن المزعج التفكير به على كل المستويات . الخيار الأقرب لتفكيري أنها سقطت من الحافلة في الطريق .

بعد الكثير من البحث ، أكتشفت في اليوم التالي أن بابا وضعها في صندوق مختلف من صناديق الحافلة . هكذا استطعنا الاستدلال ليها واستردادها . كانت ليلة فقدانها مليئة بالهواجس .

كما هو متوقع فأن وجهتنا الأولى هي السيدة زينب . يأخذنا التك توك الى مكان مسافة معينة حيث نصادف قطوعاً وحواجز حول سوق السيدة . ثم نمضي سيراً على الأقدام . أثناء مسيري تعثّرت بحفرة في الشارع ألتوت قدمي اليسرى لكنني تمكنت من أكمال المسير .

فور دخولي مرقد السيدة فوجئت بدموعي تتساقط لم أخطط للبكاء لكنه حدث .


عدنا كما ذهبنا سيراً نصف المسافة . و بالتوك توك أكملناها نحو الفندق .

كانت هذه هي تجربتي الأولى لركوبه رغم شيوع أستخدامه في العراق .

في الفندق ، وبعد ان انتهينا من وجبة الغداء و أستعدت حقيبتي الضائعة و بدأت بأخرج أمتعتي .

فوجئت بألمٍ يتسلل الى قدمي تزداد وتيرته بسرعة . ووجدت نفسي غير قادرة على تحمله . لم يكن يتعلق بالمسير أو الوقوف أو الحركة كان مستمراً وبلا هوادة حتى في وضعية الجلوس .

أخذنا سيارة تكسي سريعاً نحو مستشفى العباسيين . الأسلوب اللطيف و المعاملة الطيبة هناك كانت أول بلسم خفف من ألمي الشديد ، ثم المزحات التي تبادلناها مع الدكتور وهيب سلطان عن اختلاف تسميات بعض المصطلحات الطبية فالرنين في العراق هو المرنان في سوريا مثلاً ..

عدت بقدم ملفوفة لا أستطيع السير عليها و مجموعة من الأدوية . أستمرت قدمي ملفوفة لعدة أيام ، كنت أسير بصعوبة و أستمر بتناول الدواء .

تسببت حالة قدمي بتخلّفنا عن مواكبة الكروب الذي جئنا برفقته في بعض المحطات التي تضمنت مطاعم و أسواق في وسط الشام و مدن الملاهي .