الأربعاء، 21 مارس 2018

أمي رائعة زاهي وهبي و أحمد قعبور / ريفيو

أتذكر بوضوح أول مرة سمعتها ، أتذكر أنني أعدت الاستماع لها دون توقف حتى تسلل الوسن الى عينيي الدامعة .. مستدعيةً بعض الصور من الذاكرة التي لمستها الكلمات فتوهجت .
معظم القصائد التي نحفظها ونرددها عن الأم تأتي بصيغة النداء ، تتضاءل فيها صورة المنادِي وتتضخم صورة المنادَى في خطاب فخم ومعانٍ تصاعدية ترسم صوراً أسطورية عن الأم الرمز (وهي غالباً تستحق ذلك)
لكننا هنا .. في هذه القصيدة نسمع شيئاً مختلف ، انها خيوط قصة مكثفة التفاصيل ..
أسمعوها معي ، أغمضوا عيونكم وتصوروا .. وقفتها على عتبة الدار تودع صغيرها وهو يلحق بركب الحياة ، باكراً يلحق بركب الشقاء .
بقامتها الضئيلة ، ضفيرتها القليلة وراحتيها المسكونة بالحنان والدعاء .
تقف متجلدةً بالصبر ، يحفرُ ظلها أثراً على الحائط لطول الانتظار .
" انها رؤية انسانية وصور شعرية لا تُرهق مخيلة المتلقي" كما وصفها الشاعر جهاد هديب .
وبالتوغل في معرفة حياة كاتبها الشاعر والإعلامي #زاهي_وهبي ، الذي امضى سني طفولته الاولى في غرفة ترابية تبني العصافير (السنونو) فيها أعشاشها ويتفجر داخلها ( ينبوع ) ماء صغير مع بداية كل ربيع ..
ونشأ في بيئة ريفية ساحرة ، منتمياً للبيئة الشعبية بموروثاتها وميثولوجياتها ومفرداتها ، فألف منها عالمه الشعري الخصب متجلياً بأروع المعاني فهو يعتبر نفسه شاعر الحب يكتب للمرأة الإنسانة لا الأنثى فحسب .
اما عن ظروف كتابة القصيدة ، فقد كان الشاعر الجنوبي على خطى أستاذه الفلسطيني في التصدي لتجربة الاعتقال عبر الكتابة لمن يحب وعن ما يحب .
كتب درويش لأمه عن خبزها وقهوتها ، وكتب وهبي عن أمه التي ملأت السفح بنذورها ورقياتها .
يقول وهبي في احد مقابلاته " لم تستطع زيارتي طوال سنة كاملة في المعتقل. فشاركت في تظاهرة نسائية على أسوار معتقل أنصار. ومن المفارقات الغريبة في حياتي إنني وعند لحظة خروجي من المعتقل وأثناء وجودي داخل السيارة العسكرية التي كانت تقلنا الى مدرسة الشجرة في صور وهي مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي ، شاهدت أمي بالصدفة تمشي نحو هذا المركز، وعندها لوّحت لها بيدي فصارت تركض وراء السيارة العسكرية الى ان وصلت الى المقر. ولا انسى هذا المشهد لأنه من اكثر المشاهد التي أثرت فيّ ."
بالعودة الى القصيدة المغناة التي ابدع الفنان اللبناني أحمد قعبور بتلحينها وأداءها .احسبها من الأغاني التي ترفع حسّ المتلقي الى مراتب الخشوع . 


( أمي) القصيدة المغناة بصوت أحمد قعبور


السبت، 30 ديسمبر 2017

تحدي القراءة للعام 2017


أنهيت التحدي بخير وسلامة رغم انو معدل قراءاتي أقل من السابق ومن المتوقع . عزائي أنني خضت تجربة مدهشة بمشاركة القراءة والنقاش مع بعض الصديقات الرائعات.
• أميلي ديكنسون: مختارات شعرية وقراءات نقدية
• قفص _ جمانة حداد (مسرحية جريئة تحمل وجهات نظر نسوية مختلفة )
• أبنة الحظ _ ايزابيل الليندي (كاتبتي المفضلة) _ هذه الرواية جزء من سلسلة يبدو أني قرأت السلسلة بالمقلوب .. مع هذا هي رائعة لانها تقدم تاريخ مجتمع تتنوع فيه القصص والشخصيات .
• طفل الشيعة المسموم _حسن بلاسم (نصوص تحمل سمة بلاسم بالكتابة _ جرءة ، ألم ، أحتجاج ، غرائبية ، ...)
• مقتل بائع الكتب _ سعد محمد رحيم ( من الروايات الصادرة حديثاً وصلت فيما بعد للقائمة القصيرة في جائزة البوكر 2017 )
• كائن لا تحتمل خفته _ ميلان كونديرا (أول عمل أقرأه لكونديرا ، حسيت بغرابة مع أسلوبه بالبداية _ثم_ تعلقت بشخصيات العمل وتركت أثر كبير في نفسي)
• ديوان محمد درويش المجلدات (1_3) _ أقرأ لدرويش بشكل مستمر وأستمع له في مواقع النت ، هذا العام قرأت ديوانه بعد أن حصلت عليه ورقي أعتقد أني سأعود له كثيراً
• جبة الدرويش _ طه الطاهر (من الكتب التي أحببتها وكتبت عنها )
• الرجال من المريخ والنساء من الزهرة _ جون غراي _ فكرة الكتاب جيدة ، للغوص في تفاصيلها لابد أن تكون مهتماً حقاً بتغيير نمط تفكيرك ومحاولة فهم كيف يفكر الآخر .
• فقه الحب _ يوسف زيدان ( كٌتيب صغير .. نصوص)
• فتاة من ورق _ غيوم ميسو (رواية تحمل طابع ميسو عن تشابك العلاقات بأسلوب عصري وهذا الذي يجذبني لاقرأ له دائماً )
• لافتات 7_ أحمد مطر ( كُتيب شعري _جزء من سلسلة _ شعر سياسي )
• و _ عدنان الصائغ (ديوان شعري _ عذوبة وآسى )
• أبي طويل الساقين _ رواية من كلاسيكيات الادب الإنكليزي _ أجمل مما توقعت.
• قاريء الطين _حسن فالح (رواية من الإصدارات الحديثة _ الفكرة مبتكرة وجيدة )
• مستعمرة المياه _ جاسم عاصي ( تتقاطع مع الرواية السابقة في الحديث عن غرائب أهوار العمارة وكوت حفيظ / قرأت هذه الرواية مع مجموعة من روايات الكاتب جاسم عاصي _غير مذكورة في الكودريدز _ ضمن كتاب في أنتظار الضفاف البعيدة وهي المكعبات الحجرية ، ما قيل وما .... ، انزياح الحجاب ما بعد الغياب بالإضافة لمستعمرة المياه)
• الحقيبة النسائية _ خالد مطلك (كتاب ممتع عن عالم الموضة والحقائب تحديداً الذي أهتم له كثيراً )
• سنة الراديو _ رينيه الحايك ( رواية مميزة لكاتبة لبنانية من الإصدارات الحديثة من ضمن ترشيحات البوكر)
• ماكنة كبيرة تدهس المارة _ زهير كريم ( من الإصدارات الحديثة مجموعة قصصية تنعكس فيها ظلال ماركيز بأحساس عراقي مؤثر )
• باب الطباشير _ أحمد سعداوي (من الإصدارات الحديثة ، رواية متوازنة فكرة ولغة مؤثرة ، لن أنساها أبداً خاصة اني زرت المتحف العراقي أثناء فترة قراءتها )
• أنشودة المقهى الحزين _ كارسن ماكلارز (رهيبة )
• البحيرة _ ياسوناري كاواباتا ( ليست قصة جميلة ولا شخصيات ترغب بالقراءة عنها لكن طريقة السرد ممتعة .. زاوية النظر للأحداث والمواقف والشخصيات )
• في التربية _ برتراند راسل ( لايسعني القول سوى أنني أحب أسلوب ومنهج التفكير الذي أعتمده )
• راوية الأفلام _ هرنان ريفيرا ليتيلير (وقعت في غرام هذه الرواية)
• ساعة بغداد _ شهد الراوي (رواية عراقية حديثة النشر )
• عروس المطر _ بثينة العيسى (تجربتي الأولى مع كتب بثينة اللغة عالية وتتفوق على الحبكة .. بالعموم ممتعة )
• المعطف والانف _ نيكولاي غوغول ( رهيبة)
• عداء الطائرة الورقية _ خالد الحسيني (رواية كُتبت بالدم والبارود و حبات التراب )
• الباهرة _ أميلي نصر الله ( قصة_لبنانية_ للناشئة )
• الرجل الذي حسب زوجته قبعة _ اوليفر ساكس ( عن علم الاعصاب وأصاباته بأسلوب متفرد )
• ذئب السهوب (لبراري) _ هيرمان هسه ( رواية رهيبة )
• شجرة البمبر _ فاتن الصراف (عن سيرة حياة مهندسة عراقية )
• حدود متداخلة _ احمد السامري ( رواية من الإصدارات الحديثة أدهشتني )
• أخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة _ محمد الضبع ( كتاب سأعيد قراءته دائما فرغم عدم وجود وحدة لموضوع النصوص التي ترجمها الضبع وجمعها في مدونته ثم حولها الى كتاب الى أنها تصب جميعها في العوالم الداخلية للكتّاب والكتابة يربط بينها رهافة الحس )
• الغريب _البير كامو ( من رواياتي المفضلة /قراءة ثانية / ترجمة مختلفة أكثر شاعرية )
• هناك كتب قرأتها ولم أضفها لانها في طور النشر ، كتب أعدت تصفحها للكتابة عنها ، كتب قرأتها ولم أكملها بسبب الظروف كالفراشة السوداء ، البدايات ، زورو ، الحارس في حقل الشوفان ، سحر الترتيب ، ...)
#قطاف2017

الخميس، 30 نوفمبر 2017

مراجعة أغنية Pastime paradise



 من أجمل الاعمال الفنية المناهضة للعنف ، الاستغلال والعنصرية قدمها Stevie Wonder عام 1976.
بالإضافة للمعاني السابقة التي أشارت لها الاغنية دون أن تتطرق للكثير من التفاصيل حملت للمجتمع دعوة أيجابية ليلحق بالمستقبل بدل العيش تحت وطأة الماضي ونزاعاته.
ظهرت فيما بعد عدة نسخ للحن بكلمات وتوزيع وأداء مختلف أشهرها التي قدمها Coolio عام ١٩٩٥ بأسلوب الراب .

(تتناول موضوع العنصرية بنبرة أعلى وتتحدث عن عالم العصابات من الداخل) 

واستُخدمت كأغنية خاصة لفيلم Dangerous Minds بطولة Michelle Pfeiffer




 


الخميس، 20 أبريل 2017

Brimstone movie _ مراجعة فيلم

يبدأ فيلم Brimstone بمشهد مبهم يصاحبه صوت فتاة تتحدث عن الذكريات تظهر لاحقاً تتابع مشهداً يحدث في النهر بعيداً ، يظهر أسم الفيلم يتعمد المخرج التركيز على حرف الـ t الذي يتوسط الاسم في أشارة للصليب .

يتكون الفيلم من أربعة فصول تستوحي عناوينها من التوراة هي ( الايحاء ، النزوح ، سفر التكوين ، القصاص)

تتبع القصة حياة أمرأة تدعى Liz تقوم بدورها Dakota Fanning تخوض ظروفاً صعبةلتحظى بحياة أفضل لها ولطفلتها .. على الجانب الآخر يقف رجل الدين (القس) الذي يقوم بدوره Guy Pearce خصماً لها فيحيل حياتها الى كابوس مظلم و تضطر في مراحل ما لبذل الكثير من التضحيات للتخلص من المصير الذي يعدها به .
أداء الممثلين أحترافي بشكل صارم ، اخراج الفيلم رائع ( كان واضحاً تأثر Martin Koolhoven بمدرسة Quentin Tarantino ) ، والنص قوي بالمعنى المضمر للشخصيات والحوار ، رغم أن الايقاع كان بطيء قليلاً و المشاهد العنيفة طويلة .
نال الفيلم عند عرضه للمرة الاولى في مهرجان البندقية على أستحسان الحضور وتحوّل الى موضع جدل في الصحافة ، نال ترحيباً وأهتماماً في سائر الدول الاوربية وحصل على جوائز في مهرجان القلم الذهبي في هولندا منها أفضل سيناريو .

كذلك تم ترشيحه كأفضل فيلم عن حقوق الانسان للعام 2017 عن جمعية الافلام السياسية .
مدة الفيلم 148 . تاريخ اصدار الفيلم 12 يناير، ٢٠١٧ . نال على تقييم 7.1 في موقع IMDb .


#نسمةصبا

#Brimstone

#مراجعة_فيلم

بوستر فيلم Brimstone

الخميس، 16 يوليو 2015

عيد..؟ أيّ عيدٍ .؟!

حرارة الطقس تتجاوز الــ47 درجة .. الكهرباء غائبة تماماً من ساعات الصباح الاولى


حتى الان ..وأنا أتنقل من عملٍ الى عملٍ في مهمة التنظيف الخاصة بالعيد .

عيد..؟ أيّ عيدٍ .؟!
قدح الماء البارد الزلال الذي سيكون بأمكاني أن أشربه في الغد أو بعد الغد هو العيد ..

_من المستحيل أن يكون الغد عيداً..
_وماذا أن أستطاعوا رصد الهلال هذا المساء ..؟
_لا يهم ..، مهما قالوا لن يكون الغد عيدنا .
_أيّ جنون هذا الا يكفينا هذا السعير الذي نعيش فيه .. والكهرباء المقطوعة والماء الـ ..

_صه ...، ماذا يقول النازحون أذن ؟ وماذا يقول من يقاتلون الان في الجبهات ؟
لأكمال المقال





الخميس، 26 مارس 2015

الأربعاء، 18 مارس 2015

الأحد، 15 مارس 2015

يا حبيبي .. هبه طوجي










يا حبيبي ..


كل ما في الصمت نادى


يا حبيبي ..


ومضى الموج وعاد


وانا في موج عينيك شراع يتهادى


يا حبيبي


سقط الليل عليا وتمدى


كاد ان يجعلني الليل سواد


يا حبيبي


كل ما في الصمت نادى






عند ابواب المدينة


ينتهي النسيان


وانا والليل


انا والقرصان


والمحبون على ارصفة البحر


بحار من سكينة


تركوا الشارع يبكي


تركوا الارض الحزينة


والمصابيح الحزينة


ابحروا .. صاروا سفينة


اترى نحن "الهربنا"


ام تراها هربت فينا المدينة






يا حبيبي .. وتعال


يا حبيبي ان ايامك عطر


وانتظاري لك خمر


ليس بالسكر .. ولكن فيه سكر


ليس يالنهر ... ولكن فيه نهر


له في القلب هدير


فـ تعال


قبل ان ينهزم الليل وتنهار الظلال


قبل ان يحرقني برد الرمال


قبل ان اغدو محال




قبل ان اهرب من عيني ... حبيبي

الخميس، 12 مارس 2015

عن الشتاء ..


يمكنني أن أكتب الآن ..
عن برد الشتاء ..وما يوقظه في الروح ..
عن الظل المختبيء خلف نافذة  الوحدة ..
 عن اللون الاخضر حين يضيء ..عن الحياة حين يكون مركزها القلب ..

يمكنني أن أكتب الآن ..
عن القلم حين تحركه نغمه ..
عن الرسالة حين يكون لها صوت ..
عن المطر حين يكون له وجه رجلٍ وحيد



الاثنين، 9 مارس 2015

القمر والوردة القصيّة


كما يستحيل الأمساكَ ..
بشعاعِ الشمسِ 
لحظةَ أنبلاج الفجر الابيض
وكما يصعُبُ ..
عناق الماء 
في منحدرِ الشلال
وكما يؤلمُ  ..
إدراكَ اللذةِ 
في رقصةِ العصفورِ المذبوح
هكذا تماماَ .. 
ترتعش الأنامل وجلاً
و هي تصوّر 
لحظةً 
يصلّ فيها القمر 
بالودّ وردةً قصيــّة ..
 

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

#ريفيو #فيلم عن القلوب المعتقلة في


 يدور الفيلم  حول قصة الــ(أعجاب ) التي تنشأ بين أحد معتقلي غوانتنامو و مجندة امريكية تعمل كحارسة للسجن .. ويحاول الفيلم ان يطرح فكرة رئيسية هي ..( ليس كل سجين أو معتقل هو بالضرورة أرهابي .. ولا كل سجّان هو سادي ظالم .. فلا تدعوا المظاهر والعناوين تحجب انسانيتكم على التفاعل والتعاطي مع الاخرين.. فقد تتعرفون الى مايدهشكم .. وقد يعجبكم أيضاً من يدري..! ).
بينما كنت اتابع أحداث الفيلم .. أحسست بالفكرة تتجرد أمامي من صور أبطالها وتتحول الى شيء مختلف .. بعدما أستبدلت فيها المعتقلين بالنساء .. والحراس بالرجال .. ومعتقل غوانتنامو بالشرق _الشرق الاوسط تحديداً _
كأولئك الحراس .. ليس كل الرجال سيئين أنهم يتبعون القواعد فحسب .. (الدقيقة 54 من الفيلم)
كأولئك المعتقلين .. النساء لسن سواء في التعامل مع القواعد وحراسها ... ثمة من يتعاملن بعدائية واضحة مع الحراس .. (الدقيقة 9 ، 18)
 ثمة من يتمردن على القواعد بشكل دائم أحتجاجاً على سلبهن الارادة .._بالطبع يتحدن أحياناً للوصول الى اهداف مشتركة رغم اختلاف الرؤى _ .. (الدقيقة 33)
وثمة من يستمتعن بالرضوخ الى القواعد وايجاد حياة مشتركة في المعتقل ..(الدقيقة 65 من الفيلم)
وكذلك المعتقل .. ليس المجتمع الشرقي سيئاً تماماً .. اذ يوفر المسؤولون عنه من ظروف الحياة ما يعتقدوها الافضل والانسب .. وهم يستمعون احياناً للطلبات وأحتجاجات النزلاء.. ويوفرون _بدافع الاهتمام بالمصلحة _ المراقبة الدائمة منعاً لارتكاب الحماقات ..(الدقيقة 5 ، 49 )
ومثل المعتقل البريء 471 الذي أستبقاه سجانوه في معتقله رغم براءته .. ثمة الكثير من النساء المغلولة أنسانيتهن الى قضبان العادات والتقاليد والتعاليم الدينية ويُنظر الى مواهبهن وتميزهن بعين الشك كما تفعل وكالة الاستخبارات الامريكية مع لوحات السودوكو التي كان يرسمها هذا المعتقل .. (الدقيقة 45)
ومثل الحارس كول .. ثمة الكثير من الرجال يحاولون ان يتفهموا معاناة سجناءهم .. يحاولون المساعدة .. أحياناً بالحديث .. بمد يد المساعدة .. باظهار الامتعاض من الواقع .. والاعتراض أحياناً بوضوح من استبداد مرؤوسيهم وخرقهم للقوانين ..( الدقيقة  61 ، 72 )

كالحديث الذي دار في الدقيقة 67 من الفيلم .. تنشأ الصداقات بين النساء والرجال في الشرق ..
وكالمصافحة التي حدثت في الدقيقة 105 من الفيلم .. تحدث قصص الحب في الشرق ..
وبما قاله علي أمير (المعتقل 471) أختم فكرتي ..
"ما معنى الاستسلام ..ها؟
..
..
..
تسأليني لماذا أريد الموت ، الا ترين انني لست حياً ..؟!
يا جماعة .. أنتم تسيطرون على كل شيء .. أنتم تخبروننا ماذا نأكل ومتى ننام .. وحتى ان لم نرد الأكل تجبروننا ..
انها حياتكم ،وليست حياتنا .. "
 #Movie #Reviews
http://www.imdb.com/videoplayer/vi2518330393 

الاثنين، 24 مارس 2014

مراجعة رواية طشاري للكاتبة أنعام كجه جي

غلاف رواية طشاري للكاتبة انعام كجـ جي

في كتابها المؤلَّف من ما يقارب 250 صفحة ، أخذتني الكاتبة إنعام كجه جي في رحلة لعائلة عراقية ، بدأت منذ الحرب العالمية الاولى وانتهت في ربيع 2013 ..
اضحكتني حد البكاء مع بعض صفحاتها وفي بعضها أبكتني حد الوجع ،  حكايتها المضمخة بالمحبة .. المنمنة بالتفاصيل العراقية ، مرت مرور الكرام على الجراح ، لكنها سقطت في الجرح الاخير ، بدا عميقاً كمتاهةٍ هو الحنين الذي كتبت به .. حنينٌ ألهب العزف على اوتار العجب من وطن عاش بنوه جنباً الى جنب ثم تحولوا بين ليلة وضحاها الى وحوش يعضّ بعضهم بعضاً .
أحببت شخصيات الرواية بدءاً من السيدة وردية وابنتها هنده .. ومربيتها بستانة .. وجدتيها ام سليمان وام جرجس .. ، أحببت العلوية شذرة والسيدة لوريس وكمالة وجولي .. وكلثوم التونسية .. واسكندر الصغير ومقبرته الافتراضية.
لكن ما احببته اكثر هو صوت المؤلفة الاليف الى الروح ، رهافتها ودموعها التي انسابت على وجنتي بينما هي تروي حال العراق وكيف صار (طشاري ما أله والي)   ..

#كتب2014
#قطاف2014

الأربعاء، 19 مارس 2014

أحمد سعداوي .. شكراً Thanks to Ahmad Saadawi

اعتدت ان ارفق قراءتي للكتب بالاستماع الى الاغاني والموسيقى ،ولكنني ودون ان انتبه بدأت قراءة هذا الكتاب بأجواء من الصمت الشديد
وحينما تقدمت في القصة .. ادركت ان هيبة (الشسمه)  المجلجلة بالموت قد فرضت نفسها حولي .
استغرقت ليلتي بأكملها في القراءة ، منذ الساعة الحادية عشر ليلا ً وحتى اول ساعات الصباح دون اي وقت مستقطع ، استهلكت كيساً من حب عين الشمس وكوب عصير وحبتان من ريباس بنكهة النعناع ، لان الحساسية التنفسية كانت السبب الرئيسي لسهري هذا او ربما هكذا حاولت ايهام نفسي ..
بينما كنت اتتبع تفاصيل الحكاية المشوقة ، حاولت ان اتخيلها كفيلم سينمائي  ورحت انتقي لها ( فريق الممثلين) ؛ فتصورت رسل كرو بدور هادي العتاك .. براد بيت بدور الشسمه .. جيمس مكافي بدور دانيال .. روبرت باتينسون بدور الصحفي محمود السوادي وتشارليز ثيرون بدور نوال الوزير  ..جورج كلوني بدور السعيدي ..، ثم توقفت فجأة لانتبه انني فوّتت _انتقال محمود السوادي من فندق العروبة الى فندق دلشاد _ بينما كانت التفاصيل تتسرب من مخيلتي التي عوضت عنها بتفاصيل اخرى ممتلئة بالمؤثرات السينمائية لتكشف لي ان وجوه الانكلوامريكين الذين احتلوا مخيلتي عجزوا عن تجسيد التركيبة العراقية الموجوعة ؛ وان علي ان اطردهم سريعا ً واستحضر بدلا ً عنهم وجوها ً عراقية ً 
واذا بي استحضر مقداد عبد الرضا لدور العتاك وجواد الشكرجي لدور الشسمه .. خليل فاضل وحسين عجاج بدا كلاهما مناسباً تماما ً لدور الصحفي محمود  .. وعادل عباس لدور السعيدي و آسيا كمال كنوال الوزير .. 
في الحقيقة لم تكن الحكاية بحاجة لتتحول الى فيلم .. فقد افلح الكاتب برسم الاحداث والشخصيات كما لوأنها فيلما ً ثلاثي الابعاد ..
فرانكشتاين _بغداد_ كان عراقياً بأمتياز الى حدٍ اثارفي نفسي الحزن والكثير من الأسئلة المعلقة  .. وانساني نكهة الرعب المفترضة في الحكاية ..
فقد كان بطله المسخ ذو الجسد المتحلل ذاتياً والكيان الذي اتحد فيه الضحية والجلاد ، ذو الوجه المشوه بفعل ترقيعات حاشيته ..،يعيش حاضره على وقع ماضيه .. تائهاً متعدد الهوية .. بلا قيم ثابته او رؤىً راسخة او ملامح محددة .. تقوده رغبته بالثأر وتسيطر عليه الحاجة الى الاستمرار .. حاجة الجسد المتداعي المسكون بروح غريبة في حياة بائسة ..
الملاحظ في هذا العمل ايضاً ..هو الوجود النسوي .. فقد كان شبيهاً بالكوتا النيابية ،وبالصورة الاعلامية للمرأة العراقية ما بين عجوز مبروكة مغيبة الوعي  واخرى ايقونة مثيرة للشهوة والشرور ، لا يربط بينهما سوى بؤسهما وفوضى الوطن ، تلك هي مؤاخذتي على القصة .. بل ربما تلك هي مؤاخذتي على واقعنا الذكوري في العراق ..
في الختام .. لا يفوتني ان اشكر الكاتب (أحمد سعداوي) لانه اهدانا فرحة بالابداع القصصي الذي قدمه متجسداً في كتابه (فرانكشتاين في بغداد) الذي تأهل ليكون ضمن القائمة القصيرة للكتب المرشحة الى جائزة البوكر العربية .
#كتب2014
#قطاف2014